نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا عن العشوائيات في مصر، قالت فيه إن نظام السيسي سيستغل تلك الأزمة في فتح أفق استثمارية جديدة عل حساب المواطنين، لافتة إلى أن تلك المناطق يعيش بها ملايين المصريين، وتستحوذ العاصمة على العدد الأكبر من تلك الأحياء، التي أقيمت بعيدا عن التخطيط الحكومي وتنامت على مدار عقود. وأضافت أن العشوائيات تضم الكثير من الأحياء التي تصنف بأنها غير آمنة على حياة الأهالي، وذلك إما لأن مساكنها آيلة للسقوط، أو لأنها معرضة للانهيارات الصخرية، أو مقامة في مجاري السيول، أو لقربها من أبراج الكهرباء أو المناطق الصناعية أو البرك والمستنقعات. وبينما تؤكد سلطات الانقلاب أنه آن الأوان ليلحق مثلث ماسبيرو، وغيره من المناطق العشوائية في مصر، بقطار التطوير، يعتقد الأهالي الذين التقيناهم أن خطط التطوير لم تنظر لهم بعين الاعتبار، وأنها تهدف لتحويل حيهم لمنطقة تخدم المستثمرين بالأساس، وقد لا يكون لهم مكان فيها. وفي وقت سابق نشرت الهيئة تقريرا سلطت فيه الضوء على أهالي منطقة ماسبيرو بعدما طردتهم حكومة الانقلاب من منازلهم وقامت بهدمها بحجة تطويرها لهم، لكن الجميع يعلم أنها ستباع إلى مستثمرين من الخارج. وقال التقرير إن الكثير من الأهالي التي التقت بهم من سكان الحي بدوا غاضبين من البدائل التي طرحتها حكومة الانقلاب، ويشكون من قلة مبالغ التعويضات والإعانات. وقالت سيدة في منتصف الثلاثينيات، وقد احمر وجهها وبُح صوتها من شدة الغضب: "لا يتجاوز إيجار شقتي هنا جنيها واحدا في الشهر، أبحث الآن عن سكن فلا أجد إيجارا شهريا يقل عن تسعمائة جنيه (نحو 50 دولارا). كيف لي أن أدفع مبلغا كهذا وزوجي عامل بسيط؟!" لم تكد المرأة تنهي حديثها حتى قاطعتها سيدة أخرى تحمل طفلا رضيعا على كتفها، كانت تصرخ أكثر مما تتحدث، وتقول: "شاهدت بعيني بيتي وهو يُهدم! لا أستطيع أن أتمالك نفسي. طلب مني رجال الأمن أن أخلي المنزل أنا وأولادي. وما أن خرجنا حتى بدأت عملية الهدم. إنها لحظة رهيبة! لقد وُلدت وعشت حياتي كلها هنا. لقد منحنا الدولة أرضنا، لكننا لم نحصل على حقنا ولا ندري إلى أين نذهب."