بعيداً عن تطبيل إعلام السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، توج محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في موسم 2017-2018 في إنجلترا، خلال الحفل الذي أقيم في العاصمة الإنجليزية لندن مساء يوم الأحد، مؤكداً بهذا النجاح والتتويج أن المصري يستطيع أن يتحدى الصعاب والوصول للعالمية فقط إذا لم يقف في طريقه بوم العسكر. وتزامن فوز "صلاح" مع إعلان منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم الاثنين منح مصور صحفي يعتقله العسكر، بجائزة اليونسكو (جييرمو كانو) العالمية لحرية الصحافة لعام 2018 وذلك بعد يوم واحد من تحذير خارجية الانقلاب المنظمة من منحه الجائزة. وقالت اليونسكو في بيان بموقعها الرسمي على الإنترنت إنها منحت الجائزة للمصور محمود أبو زيد الشهير باسم شوكان "الذي ألقي القبض عليه أثناء قيامه بتغطية مظاهرة ميدان رابعة العدوية في القاهرة وأودع السجن منذ 14 أغسطس 2013". وأثار خبر استقبال السفيه السيسي قائد الانقلاب العسكري، للاعب المنتخب المصري محمد صلاح في القصر الرئاسي، العام الماضي 2017، استياء الكثير من محبي اللاعب الشهير والمحترف في نادي ليفربول الإنجليزي، مشيدين بالنجم محمد أبوتريكة ودوره في رفض الظلم والانقلاب. وبرر الكثير من محبي صلاح، أن تواجده في القصر الرئاسي، كان مجبرا عليه ولم يكن يستطع رفض اللقاء، وإلا سيلقى ما لاقاه زملاؤه من قبل من اعتقال أو تحفظ على أموال كما حدث مع محمد أبوتريكة. يقول الناشط علي الباسل: "امبارح فاز صلاح بجائزة أحسن لاعب واليوم تم إعلان فوز شوكان رسميا بجائزة اليونسكو لحرية الصحافة ، ولا زالت الأيام تثبت أن أي إنجاز لمصري هو نتاج كفاحه الشخصي وأن الدولة إذا دعمت شخص فهو عر* لا قيمة حقيقية له". وزعمت خارجية الانقلاب يوم أمس الأحد إن شوكان "متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة"، في إشارة إلى وجوده أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وهو عملية عسكرية حدثت في 14 أغسطس 2013، حيث قامت قوات الشرطة والجيش بالتحرك لفض اعتصامات المعارضين لانقلاب 3 يوليو 2013 في مصر. الاعتصامات الرئيسية كانت في ميدان رابعة العدوية في القاهرة وميدان النهضة بالجيزة، واختلفت التقديرات حول عدد القتلى والمصابين في المجزرة حيث جاء تقرير وزارة الصحة المصرية ب 670 قتيلا ونحو 4400 مصاب، بينما وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش ما حدث بأنه جرائم ضد الإنسانية، وأخطر حوادث القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث. في الوقت الذي نفت فيه حكومة الانقلاب وإعلام العسكر هذا التقرير ووصفوه بأنه مسيس، بينما قدم محمد البرادعي نائب الطرطور المؤقت عدلي منصور، الذي قام بتعيينه السفيه السيسي في بيان الانقلاب، استقالته احتجاجا على المجزرة أو هروباً من المسئولية. وزعمت خارجية الانقلاب التي تديرها المخابرات الحربية أنَّ منح شوكان الجائزة تسييسا لمنظمة اليونسكو وخروجا على الأهداف التي أنشئت من أجلها، وردت اليونسكو على خارجية الانقلاب في بيانها اليوم الاثنين بأن الاختيار جاء من خلال لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين. ونقل البيان عن ماري ريسا رئيسة لجنة التحكيم قولها "اختيار محمود أبو زيد يشيد بشجاعته ونضاله والتزامه بحرية التعبير"، وتقيم اليونسكو احتفالها السنوي لتسليم الجائزة في الثاني من مايو أيار مواكبة لليوم العالمي لحرية الصحافة، ويقام الحفل الذي تستضيفه غانا هذا العام تحت شعار (توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون). وتقول اليونسكو إنها تمنح الجائزة سنويا "للأشخاص والمنظمات والمؤسسات التي تساهم مساهمة بارزة في الدفاع عن حرية الصحافة وتحفيزها في كل مكان في العالم، لا سيما هؤلاء الذين يتحدون المخاطر لتحقيق هذه الغاية"، وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف دولار وهي تشتق اسمها من الصحفي الكولومبي جييرمو كانو إيسازا الذي اغتيل أمام مقر صحيفته في بوجوتا يوم 17 ديسمبر كانون الأول 1986.