إدمان المخدرات هو أحد أهم الظواهر، التي باتت تهدد الأمن القومي للبلاد، وتؤثر بشكل كبير على سلوكيات الأفراد، بجانب عدم القدرة على القيام بأبسط المهام الخاصة به، والأخطر في موضوع الإدمان، هو انتشار المخدرات والتدخين بين طلاب المدارس وخاصة المرحلة الثانوية، بشكل كبير؛ حيث لم تستطع الإحصاءات الرسمية أن ترصده. ,يدخل المصريون في حالة عامة من الاكتئاب بسبب انهيار الأوضاع المعيشية والقمع الأمني الذي تفرضه سلطات الانقلاب في مواجهة حرية التعبير عن الرأي، والتصدي لأي مطالب مشروعة من تحسين مستوى المعيشة أو زيادة المرتبات، وفي سبيل ذلك كرس أمن الانقلاب جهده لمنع المظاهرات، واعتقال أي صوت يعارض السياسات الفاشية التي يتبعها النظام، ووقف الدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن بالمساجد، في الوقت نفسه الذي راجت فيه تجارة المخدرات، بالتزامن مع انتشار حالات الاكتئاب والانتحار، لتصبح ظاهرة تعاطي المخدرات بديلا عن هاتين الظاهرتين. ارتفاع نسبة المدمنين في المدارس وكشفت وزارة التضامن الاجتماعي في حكومة الانقلاب عن زيادة عدد متعاطي المخدرات في مصر خلال الشهور القليلة الماضية، والذي وصل إلى 9 ملايين مصري، وهو ما يعادل 10% من حجم السكان. وأضاف تقرير، أصدرته الوزارة نهاية العام الماضي، أن 8% من طلاب المدارس يتعاطون المخدرات، كما أن 27.5% من السيدات و10% من الأطفال من عمر 12 حتى 19 عامًا يتعاطون المخدرات، موضحًا أن نسبة من يتعاطون المخدرات تحت سن 35 عامًا بلغت 40%. وقالت الدكتور منى عبد المقصود، رئيس أمانة الصحة النفسية بوزارة الصحة بحكومة الانقلاب، إن الوزارة قامت بدراسة لمعرفة عدد الطلاب المتعاطين للمخدرات، موضحة أن هذه الدراسة شملت أكثر من 10 آلاف طالب بشكل عشوائي من الدلتا والقاهرة الكبرى والصعيد. وأضافت "عبد المقصود"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مصر النهارده"، المذاع على شاشة التليفزيون المصري "الأولى"، مساء الأربعاء، أن نسبة تجريب الطلاب للمخدرات كانت كبيرة للغاية وتجاوزت ال24%". وأكدت "عبد المقصود"، أن المخدرات منتشرة في المدارس بين طلاب المرحلة الثانوية، وأن الوزارة ستقوم بتنفيذ مثل هذه الدراسة على الجامعات خلال المرحلة المقبلة. فيما أعلنت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى في حكومة الانقلاب رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى نتائج المسح القومى عن التدخين والمواد المخدرة والكحوليات بين طلبة المدارس الثانوى "العام والفنى"، والذى يحدد مدى انتشار المشكلة بين المدارس الثانوى، ويقارن بين انتشارها بين الطلبة والطالبات، ويحدد انتشارها، وفقا للنطاق الجغرافى، وذلك بحضور الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم. وأضافت والي في مؤتمر صحفي قبل أيام، لإعلان نتائج المسح القومى، إنه انطلاقا من خطورة مشكلة تعاطى المخدرات، تم إجراء مسح لقياس حجم المشكلة، والتعرف على طبيعتها بين طلاب مدارس الثانوى" العام والفنى" فى المؤسسات التعليمية بشكل يضمن التوسع فى التدخلات الوقائية بالشكل الذى يحد منها، حيث كشف المسح الميدانى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، عن نسبة تدخين بلغت (12,8٪) بين الطلاب وتعاطى مخدرات بلغت (7,7٪)، ونسبة تعاطى الكحوليات (8,3٪) وقد تم إجراء المسح فى (13) محافظة ممثلة للأقاليم الجغرافية المختلفة، وتم تطبيق استمارة المسح (التى وضعت من قبل خبراء فى علم النفس والاجتماع) على (5048) طالب وطالبة ب(146) مدرسة. وتطرق التقرير إلى أن زيادة الإقبال على الإدمان في مصر يُسبّب مخاوف لدى الحكومة؛ بسبب عدم قدرتها على التعامل مع أعدادهم المتزايدة، كما شدد على أن تلك النسبة تُشير إلى أن "مستقبل مصر في خطر". وكشف التقرير أن 24% من متعاطي المخدرات سائقين، و19.7% حرفيين بسبب ظروفهم المعيشية، ومتوسط الإنفاق الشهري على المخدرات 237.1 جنيهًا. وعن أنواع المخدرات، كشف التقرير أن نسبة تعاطي الترامادول 51.8%، وتعاطي الهروين 25.6%، والحشيش 23.3%. نصف كيلو حشيش بمدرسة في شبرا الخيمة وعثر طلاب بمدرسة شبرا الخيمة التجارية بنين، أمس السبت، على كيس بلاستيك بداخله مواد مخدرة بجوار سور المدرسة من الداخل، وسلموه لأحد المدرسين بالمدرسة. وانتقلت قوة من قسم الشرطة إلى المدرسة وسلمت المديرة كيس بلاستيك بداخله 4 قطع ونصف كبيرة الحجم "فرش" من جوهر الحشيش المخدر تزن نحو نصف كيلوجرام. مخدرات في مكتب المدير وخلال تفتيش مفاجيء من وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، في يونيو الماضي عُثر بداخل مكتب مدير مدرسة ابتدائية بإدارة بني عبيد التعليمية بالدقهلية على مواد مخدرة وترامادول وفلاشة ميموري تحتوي على أفلام جنسية داخل الدولاب الخاص به في مكتبه بالمدرسة. وقال الدكتور عادل يحيى، مدير الإدارة التعليمية ببني عبيد، في تصريحات صحفية: «وصلتنا شكوى من عدد من الأهالي بالسلوك غير المنضبط لمدير مدرسة ديرب الخضر الابتدائية، نظرًا لوجودها في أطراف القرية، وأنه يحتفظ بمواد مخدرة بمكتبه»، مضيفا أنه تم تشكيل لجنة، وبتفتيشها تأكدنا من صحة الشكوى، وتم عمل تقرير بها ورفعه إلى وكيل الوزارة وتحريز المضبوطات لاتخاذ الشأن القانوني معه. أسباب متعددة وعن الأسباب التي تدفع المصريين للتعاطي في الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها الغلابة، كشف التقرير أن 30.6% يتعاطون المخدرات من أجل العمل لفترة طويلة، و35.2% يتعاطون المخدرات من أجل نسيان الهموم، و34.8% يتعاطوها من أجل التغلب على الاكتئاب.