أكد الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس، الحصول على مئات الوثائق الخطيرة التي تكشف وتدين تورط قيادة السلطة في رام الله بتلفيق الأكاذيب ضدها في وسائل إعلام مصرية". وقال البردويل في تصريحات نقلها موقع الرسالة نت: "عثرنا على كم كبير من الوثائق– تصل إلى المئات- تتناول الأخبار التي بثتها وسائل إعلام مصرية وتزج فيها بحماس في الأحداث الجارية، وعرفنا من هو مصدر الأخبار وكيف جري تألفيها، وكيف أرسلت للصحافة المصرية". وأضاف: "المفاجأة الأكبر أن على رأس حملة تشويه حماس محمود عباس نفسه، ويساعده الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة بالضفة، ولهم بؤرة في القاهرة يقودها الدكتور جواد الحرازين، من ضمنها بشير أبو حطب وأحمد منصور دغمش وسفير السلطة بركات الفرا، وبمساعدة إعلاميين من قطاع غزة والضفة". وأشار البردويل إلى وجود خطة "معدة بشكل كامل" تستهدف حماس، وقال: "نشرنا وثيقة خطيرة واحدة فقط من مئات بحوزتنا؛ لأن الوقت لم يسعفنا أن ننتظر". وأكد أن زيارة أبو مازن إلى القاهرة ولقاءه الرئيس المؤقت عدلي منصور، تأتي لدفع الحكومة المصرية إلى إلصاق تهمة قتل الجنود ال16 المصريين في سيناء رسميًا بحركة حماس من خلال النيابة والقضاء "وأخذ عباس بحوزته مجموعة من الوثائق التي جرى تلفيقها لهذا الغرض". ولفت إلى أن الحملة الإعلامية اشتدت ضد حماس بعد إعلان عباس العودة إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وتابع: "يريد أبو مازن أن يزيح من طريقه كل من يعترض خيار المفاوضات، وهو يعلم أن أقوي طرف يعارضه هو حماس". وتابع البردويل قائلًا: "لأجل ذلك، عمد عباس إلى إزاحة حماس عبر وسائل خفية، من ضمنها تلفيق التهم والأكاذيب، ووضع الحركة في مواجهة مصر؛ من أجل أن ينجو أبو مازن بنفسه من الملاحقة بتصفيته القضية الفلسطينية". ونقلت صحيفة "الدستور" المصرية عن مصدر وصفته ب"السيادي" أنّ السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس سلموا أدلة وتقارير ورقية مكتوبة حول ما أسمته "نشاط حركة حماس خاصة ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام في شبه جزيرة سيناء". وأوضح المصدر للصحيفة أنَّ "هذه التقارير تشير إلى أن كتائب القسام قدمت دعمًا للرئيس السابق محمد مرسي وأنصاره المعتصمين في رابعة العدوية". كما تضمنت التقارير -وفق الصحيفة- أسماء بعض قادة كتائب عز الدين القسام متورطة فيما أسمتها "الأعمال الإرهابية مع الجهاديين في سيناء، من أجل ضرب الأمن القومي المصري". وقال المصدر إنّ "الرئيس عباس يهمه مصلحة الأمن القومي المصري، ولن يتوانى عن إبلاغ الجهات المختصة بأي معلومات تهم الأمن القومي المصري". ووفقا للوثائق التي نشرت على مواقع إلكترونية، فإن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية زودت مصر بمعلومات عن نشاطات مزعومة لحركة حماس في مناطق رفح والعريش وسيناء ، وكذلك عن استعداد عناصر من جناحها العسكري -كتائب عز الدين القسام- لتنفيذ عمليات بمصر. وإحدى الوثائق المؤرخة في 14 من الشهر الجاري صادرة من مدير جهاز الأمن الوقائي بالضفة الغربية زياد هب الريح إلى عباس، وتتعلق بمضمون لقاء عقده المسؤول الأمني مع مدير مكتب ممثلية مصر برام الله، فيما تتضمن أخرى محضر اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان الناطق الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري نشر على حسابه في موقع فيسبوك وثائق تشير إلى جمع معلومات لنقلها إلى مصر، وأخرى تستشرف حملة الإعلام المصري على حماس واتهامها بقتل جنود مصريين في سيناء قبل عام. وتتحدث إحدى الوثائق لعباس عن زيارة ممثلية مصر وتوضيح معلومات أُعدت بخصوص "تدخل حماس في الشأن المصري", وما سماه "حالة الارتباك الشديد" التي تعاني منها الحركة بعد الانقلاب على مرسي. وتقول الوثيقة إن حماس اتخذت قرارا بإجماع مكتبها السياسي بتقديم دعم كامل لجماعة الإخوان بالتنسيق مع الجماعات الجهادية والسلفية في سيناء للسيطرة على بعض المناطق الحدودية مع قطاع غزة في حالة عدم الاستقرار بمصر. وأضافت أنه تم إبلاغ مدير مكتب الممثلية بتشكيل وحدة خاصة من كتائب القسام قوامها من 100 إلى 150 فردا تنتظر ساعة الصفر للقيام بعمليات نوعية بمصر، وإعادة الفوضى وتهريب القيادات الإخوانية المقبوض عليها. واعتبر المسئول الأمني أن إجهاض تحركات حماس يستلزم السيطرة على الأنفاق بين قطاع غزة ومصر في أسرع وقت ممكن، وتوجيه رسائل شديدة اللهجة لقيادات الحركة، مؤكدا استمرار التنسيق والإمداد بالمعلومات والتحركات بالتفاصيل والأسماء بين الأجهزة الأمنية لدولة فلسطين ونظيراتها في مصر.