رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي وإنهائه لأول نظام منتخب في مصر الحديثة فتح الباب على مصراعيه أمام رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك للعودة لتصدر المشهد السياسي من جديد باعتبارهم المنقذين، حيث منحهم الانقلاب فرصة ذهبية للعودة لمناصبهم القديمة، وأصبح 11 من رجال مبارك وزراء في حكومة الدكتور حازم الببلاوي. وقالت الصحيفة تحت عنوان "حارس مصر القديم يأخذ بزمام المبادرة بالإطاحة بمرسي" إن الانقلاب أفسح المجال أمام المسؤولين من عهد مبارك ورجاله وأنصاره التجمع من جديد وتصدر المشهد السياسي، فبعد إعلان الجيش قام "زينهم حسن ابراهيم" وهو برلماني سابق من الحزب الوطني الديمقراطي "المنحل" بذبح خروف واستاجر "دي جي" وأقام سهرة احتفالا بالانقلاب. وأضافت الامور خلال العام الماضي كانت سيئة جدا بالنسبة لكافة رجال مبارك، ولكن الآن الأمور عادت لطبيعتها، ففي أعقاب الانقلاب الذي أطاح بمرسي، وإنتهاء حكم الاسلاميين، عادت وجوه الحرس القديم والتي ارتبطت ارتباطا وثيقا بعهد مبارك، مشيرة إلى كثير من المصريين يفضلون الرجوع لعهد مبارك. وتابعت إن الإطاحة بمرسي أعادت البلاد إلى ما كانت عليه الامور قبل ثورة 2011 ضد نظام مبارك، فالحرس القديم انتشروا بصورة كبيرة في مجلس الوزراء، حيث تكثر الشخصيات المنتمية لعصر مبارك وسط غياب تام للإسلاميين، بجانب أن النيابة بدلا من التحقيق مع رجال مبارك أصبحوا يحققون مع زعماء الإخوان بتهمة التحريض على اقتحام السجون خلال ثورة يناير. وأوضحت إن وسائل الإعلام الحكومية والخاصة لعبت دورا كبيرا في تبيض وجوه رجال مبارك بحيث لم يصدر رد فعل قوي حتى الآن يرفض وجودهم بخلاف الاحتجاجات التي يقودها الإخوان، فالمصريين الذين طالبوا ذات مرة بعقاب الفلول -بقايا نظام مبارك - يقولون إن عام من حكم الإخوان كان كارثي في كل شيء. وأشارت إلى أن 11 وزيرا من أصل 34 في حكومة الدكتور حازم الببلاوي هم من نظام مبارك، واثنان كانوا من اعضاء الحزب الوطني الديمقراطي "المنحل"، ويبرر المدافعين عن ذلك بالقول إنه لا مفر من إنضمامهم للحكومة لأنهم مؤهلين لادارة البلاد. وقال "عمرو موسى" وزير الخارجية في عهد مبارك الذي حاول جاهدا أن ينأى بنفسه عن مبارك بعد الثورة إن زملاءه الذين فروا إلى منفى اختياري بعد الثورة ينبغي أن يعودوا، الآن يمكنهم العودة". ولفتت إلى أن النشطاء الليبراليين والعلمانيين الذين خرجوا ضد مرسي أصبح قليل منهم الآن من يتحدث عن القيم الديمقراطية، حيث يعربون عن رغبتهم في حظر الاحزاب القائمة على اساس ديني ويحملونها مسؤولية بعض من الصراع السياسي في مصر، ويفضلون وضع قادة الإخوان خلف القضبان. بينما حثت الولاياتالمتحدة مختلف الفصائل مصر على المصالحة، وطالبت الجيش بالسماح للإخوان بالعودة إلى السياسة،.