نزلت ضيفا على قناة النيل الإخبارية للتعليق على خطاب السيد رئيس الجمهورية الأخير، وعلى طول الطريق من بيتى إلى ماسبيرو وأنا أسجل ملاحظاتى وأهم النقاط التى وردت فى الخطاب الذى تابعته عبر راديو السيارة. كنت أتوقع أن يكون حوارا موضوعيا حول أهم ما جاء فى الخطاب خصوصا وأننى ضيف على تلفزيون الدولة الرسمى الذى يتعين عليه تقديم وجبة إعلامية مفيدة بعيدا عن الصراخ اليومى فى القنوات الخاصة. للوصول إلى الأستوديو مررت على عدة ممرات ووجدت أكوام الزبالة فى أحدها وقد ملأت صندوق الزبالة وتناثرت على أرض الممر بطريقة تثير القرف، تعجبت وسألت أحدهم عن مكان الأستوديو فأشار بيده إلى ممر آخر عبرته فوجدت مجموعة تجلس وأخرى واقفة سألتهم عن الأستوديو فأشاروا إلى أن هذا هو مكانه، عرفتهم بأنى ضيف فتبرع أحدهم بتوجيهى إلى إحدى قاعات الاستقبال التى ليس بها تلفزيون فطلبت الجلوس فى مكان به تلفزيون حتى أتابع الخطاب وقد حدث. أين المعد؟ أين رئيس التحرير؟ ورغم أنى أحمل معى أكياس الشاى فى أى مكان أذهب إليه إلا أننى لم أجد من يأتينى بكوب ماء ساخن منذ دخولى المبنى وحتى خروجى! ليست هذه هى القصة، القصة بدأت حين دخلت الأستوديو لأواصل الاستماع إلى الجزء الأخير من خطاب الرئيس مع مقدمى البرنامج، حيث كانت تعليقاتهما غير مناسبة فكظمت غيظى وتابعت الخطاب حتى انتهى لتبدأ الحلقة وتصورت ساعتها أن هناك إعدادا جيدا وأن مقدمى البرنامج سيقدما مقدمة قوية لخطاب الرئيس فى تلفزيون الدولة ولكنهما خيبا أملى وبدأت الأسئلة ومعى ضيف من حزب الوفد. قدمت إجاباتى عن انطباعاتى عن خطاب الرئيس ثم بدأ الضيف مطلقا الاتهامات وبلغة ساخرة وبطريقة تمنيت لو لم يفعل أو أن يقوم أحد المذيعين بتصويبه وتوجيهه ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، وحتى عندما عرض الضيف الآخر معلومات مغلوطة عن تصريحات البلتاجى الأخيرة واجهته بأن هذا لم يحدث فوجئت بالمذيع يقول إن هذه التصريحات معروفة والكل شاهدها على الهواء وهو ما لم يحدث فتعجبت ليس من تحيزه بل من جهله وتحديته على الهواء إثبات ذلك فلم يعترف بخطئه. واصل الضيف تعليقاته وألفاظه المسيئة ومغالطاته وأكاذيبه ولم يوقفه أحد حتى وصل به الأمر باتهامى بإساءة الأدب، توقعت من المذيعين أن يبديا اعتراضهما على ما قال الضيف الآخر ولما لاذا بالصمت وهو صمت رضى، قررت الخروج من البرنامج وعلى الهواء مباشرة؛ لأن ماسبيرو أصبح مكانا للآراء المعارضة فقط. شكرا لوزير الإعلام.