قال الرئيس محمد مرسي، إن الأمة العربية تشهد بعد ثورات الربيع العربي نقلة نوعية في نمط التفكير وسقف الطموحات والمطالب ومسارات التغيير والتطوير، نقلة احتلت فيها الشعوب العربية مكانة القائد والملهم الأول، وأصبحت الشعوب هي حارس الديموقراطية، مما يعني الوعي بتحقيق استقرار من نوع جديد، استقرا رحقيقي ليس فيه جمود. وأضاف الرئيس مرسي، في كلمته أمام الاحتفالية بالعيد الذهبي لاتحاد المهندسين العرب التي أقيمت بالمركز الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر: إن ما يجرى في فلسطين وسوريا لا يمكن فصله عن مصر، فأحضانها كبيرة وأبوابها مفتوحة للجميع، وأرضها على أهلها وعلى العرب عزيزة، ولن ننكفئ على أنفسنا كما قد يتصور البعض، ولن نقطع صلاتنا العربية والإسلامية والإفريقية، ومن عناصر قوة هذه الأمة التواصل بين شعوبها وثقافات وتاريخ وحضارات العرب وانتماءات أهل المنطقة، وعرفان كل منهم بحق كل منهم أن يقيم في دولته ما يشاء من نظم، فتواصلنا والتكافل بيننا والوحدة والقوة لا تعني أبدا أن يتدخل أحد منا في شأن الآخر داخل قطر من أقطار العالم العربي. وشدد الرئيس أن من يسعى فاشلا إلى تقزيم مصر فليعلم أن مصر الثورة لن تقبل منه ذلك، أننا نرسم خطا جديد لمصر في الخارج، ونبدأ علاقات جديدة لمصر الجديدة مع الشرق والغرب تبنى على علاقات أقوى مع الأشقاء العرب، مؤكدا أن مصر دولة محورية أساسية، وقال إنه لا يمكن أن ترى خارطة العالم دون أن ترى مصر جوهرة تتوسطها كالجوهرة على جبين الدنيا فهذا هو التاريخ. وتابع: أن حالة الحراك التي شهدها الشارع المصري بالأمس بأعدادها المليونية التي لا يمكن تجاهلها وبدايتها لنبذ العنف وبأدائها السلمي الحضاري تؤكد وعي المصريين وتوجههم لإعادة الثورة إلى مسارها السلمي وحماية الآليات الديموقراطية واحترام الدم المصري احتراما كاملا. وطالب الرئيس مرسي جميع أبناء مصر وجميع المتظاهرين على تنوع مطالبهم وانتماءاتهم السياسية بالحفاظ على قيم السلمية والتكامل وحب الوطن والحرص عليه وعدم النكوص عن المبادئ أو الأهداف ولا للعودة إلى الوراء. وأكد الرئيس أن مصر ليست بلدا عاديا والكل يدرك ذلك، مصر وطنا وشعبا وثورة وإرادة العالم ينظر إليها والى تجربتها، وأن نجاحها اليوم يعني نجاح الحرية والكرامة والعدالة، وليس أمامنا أي خيار إلا النجاح، وأن أفريقيا تنتظر نجاح ثورة مصر ليقود مسيرة التعاون من أجل الحرية والتنمية ومن أجل المظلومين في كل مكان.