أكد الدكتور حلمي الجزار، أمين حزب الحرية والعدالة بمحافظة الجيزة، أننا نحتكم لشرع وقانون ومنطق، والآخرين لا يحتكمون إلي شيء سوي الأوهام وأضغاث الأحلام فقط، فالشرع قال "وأمرهم شورى بينهم" وهو ما كان في انتخابات الرئاسة، فكلمة الشرع أقرها الشعب، والدستور نص على إكمال الرئيس لمدته حتى نهايتها. وأوضح أن مصر يحكمها لأول مرة رئيس مدني منتخب، والمنطق يقول أنه لو لم يكمل الرئيس مدته، فلن يكون لنا رئيس بعد ذلك، لافتا إلى أنه على مستوى جميع بلاد العالم يفوز الرئيس بنسبة قليلة عن منافسه، وهذا يحدث حتى في الدول الأكثر ديمقراطية، مستشهدًا بالرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي فاز بنسبة 51% والرئيس الإيراني الجديد روحاني الذي فاز بنسبة 50.6%، لكن هل معني ذلك أن نسقط هؤلاء الرؤساء قبل أن يكملوا مدتهم، ولو حدث ذلك ما مكث رئيس في منصبه ولن تتقدم الشعوب. وأضاف الجزار - خلال المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي نظمه ائتلاف القوي الإسلامية أمس الثلاثاء بمنطقة العمرانية، أن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية متحدة وتمثل كيان واحد، لكن المعارضة بها يساري وليبرالي وبعضهم أتي من الخارج كي يفسد الداخل، وبعضهم يصغي للهارب الخاسر- في إشارة إلي أحمد شفيق- للعبث بمقدرات بلادنا، قائلا: "نحن طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، ونقف صفا واحدا خلف الرئيس كي تسير السفينة لبر الأمان". وشدّد "الجزار" أن مصر حكمت بالناصرية والليبرالية وغيرهما إلا أنها لم تحقق نصرا أو عزا إلا تحت راية الإسلام، وهو سيحدث خلال المرحلة الحالية، فنحن مع الرئيس المنتخب لنكمل المسيرة، وهو أيضًا أمر يرعب قلوب البعض من المنافقين والمعادين للمشروعين الإسلامي، مضيفا:"رغم أننا كنا نتمنى مشاركة الجميع في البناء، لكن البعض لا ينظر إلي لكرسي الحكم ويسعي إليه بأي طريقة". وقال:" المشكلة تتمثل في الذين ليس لهم أو معهم حجة أو منطق، فالتيار الإسلامي ليس له أي علاقة بالعنف بأي شكل من الأشكال". من جانبه أشار المفكر الإسلامي الدكتور محمد السخاوي، مؤسس حزب التوحيد العربي، إلي أن المعركة الحالية هي بين الدين والعلمانية التي هي قضية غربية لا علاقة لنا بها، فالبعض يريد أن يأخذ العلمانية ويطبقها في بلادنا لتكون نسخة طبقة الأصل من الغرب، إلا أن عقيدتنا وظروفنا مختلفة تماما عن الواقع الغربى، مؤكدًا أن هذه المعركة حاسمة. وأضاف أن المعتصمين أمام مكتب وزير الثقافة هتفوا صراحة "علمانية علمانية.. مصر ستظل علمانية"، وهناك من قال إنهم أصحاب ازدراء الأديان، وبالرغم من أن الثورة أحدثت انقلابا أيدلوجيا وأخلاقيا كاملا، إلا أن البعض يريد أن نمضي من فشل إلي فشل. وأوضح أن هناك عشرات الملايين لا تنتمي لهذه النخب التي تسير علي نمط الحياة الأوروبية والأمريكية وتبتعد تماما عن مجتمعنا، وهذه النخب التي تواجه المشروع الإسلامي لا تستوعب هذه التحول الذي أحدثته الثورة، ومصر لها رسالة ودور قائم والتاريخ يشهد بذلك، وبالرغم من أننا لم ندخل إلي عمق المشروع الإسلامي ولم نصل له بعد، إلا أن هؤلاء في حالة رعب شديدة من مشروعنا وديننا، لأنهم مع العلمانية التي أفسدت المجتمعات الأوروبية. وأوضح "السخاوي" نحن مع التظاهر السلمي، لكن الحرية لا تكون بفرض الآراء، فنحن لا نريد لأحد أن يحتكر الحرية أو يحجر علينا"، لافتا إلي أن القوي اليسارية والليبرالية والناصرية تحكم مصر منذ أكثر من 100 عام، ولم يفعلوا شيئا، وتحركهم المضاد للإسلاميين يعتبر عدوان واستبداد واحتكار في الرأي. وأكد أن وزير الثقافة لاقي هجوما شديدا قبل أن يجلس علي مقعده، وصادروا عليه، لأنهم طغاة مستبدون تربوا في حظيرة الرئيس المخلوع، بل أنهم ضد الإسلام، ولا نعلم لماذا لا تقوم الأجهزة المعنية بفض اعتصامهم حتى الآن، مؤكدًا أنهم يحاربون معركتهم الأخيرة، وهي خطيرة، وعلينا أن نحمي أنفسنا بأنفسنا وأن نتوحد. بدوره قال الدكتور محمد الفقي، رئيس اللجنة المالية بمجلس الشورى: "يتحدث بعض المخدوعين ظلما وزوًا، ولا دليل لديهم ولا حجة أو حقيقة، والبرلمان يراجع موازنة الدولة تحت قمع شديد وهجوم إعلامي شرس، وكأننا ليس من حقنا مراجعة الموازنة، والسبب الحقيقي في ذلك لأننا لا نراجعها مثلما كانت تراجع في السابق بشكل صوري وشكلي، لكنها نراجعها بشكل فعلي وحقيقي، ونحن لأول مرة نناقش موازنة الرئاسة، كاعتراف بالديمقراطية وبشرعية البرلمان، فمن حقنا أن نسأل عن كافة الشخصيات حتى إن كان رئيس الجمهورية الذي لا يتعدي دخله 29 ألف جنيه". وأشار إلي أن الهدف من مراجعة الموازنة هو كشف الفساد، وكان أحد نتائجها توفير 20 مليار جنيه من الموازنة لصالح الفقراء والمهمشين، مضيفًا بأنه كان يتمنى أن الصراع بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة، لكن بعض المخدوعين الذين شاركوا في الثورة سيقفون مع من قتلوهم في موقعة الجمل، ولا أدري أين عقولهم، وأين وحدتنا، خاصة أن البعض يريد أن نظل في مرحلة انتقالية ونعاني من مشاكل اقتصادية وأن تظل مصر هكذا عن عمد، ليشعر الشعب بالفقر والإحباط، فهؤلاء يراهنون علي أن ينتفض الشعب ضد أول رئيس منتخب. من جهته، قال الشيخ محمد الكردي، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن: إن الشعب المصري سيقف خلف الرئيس بقلوبهم ودمائهم، وسيحمون شرعيته بكل قوة من أي محاولة تسعى للنيل منه، لافتا إلى أن أغلب المعارضين للشرعية وللرئيس يرفضون كل خير ويتمردون على كل صالح، والخلاف ليس حول السياسات أو المواقف بل هو خلاف أيدلوجي حول المشروع الإسلامي. وشدّد على أنه إذا ما تخلي الشعب عن الرئيس ولم يحافظ علي شرعيته ستكون خيانة عظمى وسنصبح مقصرين بشكل كبير، لأنه لا يصح بأي حال أن ينهزم الشعب أمام التيار المنحرف، وإلا ستصبح خيبة كبيرة، إلا أننا سنحمي الشرعية بأرواحنا ودمائنا ليس من أجل شخص الرئيس أو جماعة الإخوان بل من الشرعية وديننا، ولذلك يحرم على الشعب- شرعا- أن يتراجع عن نصرة الشرعية. وقال: "نعيش في فتنة، والبعض يريدون أن نعود لأيام الجاهلية، وأن نصمت عن اختياراتنا ونتخلى عن رئيسنا، إلا أن رقابنا سوف دون ذلك، وسوف نصبر علي الرئيس بالرغم من وجود بعض الأخطاء، فالجميع يخطئ ويصيب، ولا بد أن يكون تقويم الخطأ بالنصح والرفق والحوار، وفي نفس الوقت لا بد أن تكون هناك قوة لحماية الحق والتصدي لأي محاولات تخريبية، فهذه المرحلة تحتاج لرجال بمعنى الكلمة". بدوره ذكر أحمد سعودي، القيادي بحزب الوسط، أن مصر بحاجة لسلطة وقوية ومعارضة قوية، والمعارضة القوية لا تكون بالمولوتوف والأسلحة، بل بكلمة الحق وإيجاد البديل، مضيفًا بأنه لا يمكن أن نضع كل المشاركين في مظاهرات 30 يونيو في سلة واحدة، فأكثرهم من الفلول وقوي الثورة المضادة المخربة والحاقدة والجاهلة وبعضهم ثوار لهم مطالب، لكن يجب علي الجميع أن يحتكم للطريقة الشرعية والديمقراطية التي لو سقطت فلن يلتزم بها أحد بعد ذلك. وطالب القوات المسلحة وجهاز الشرطة بأن يحموا الشرعية بقوة وألا يحموا البلطجة والخارجين على القانون.