تتجه اليوم أنظار عشاق الساحرة المستديرة إلى القارة اللاتينية لمتابعة انطلاق منافسات بطولة كأس القارات فى نسختها التاسعة، التى تستضيفها البرازيل خلال الفترة من 15 حتى 30 من الشهر الجارى، فى بطولة هى الأقوى فى التاريخ بمشاركة 4 منتخبات نجحت فى التتويج بلقب كأس العالم، مع وجود قوى صاعدة تبحث عن موطئ قدم بين الكبار، وشهدت لها البطولة من قبل حضورا راقيا انتهى على منصة التتويج أو فى مركز الوصيف على أقل تقدير. وتسعى البرازيل لإخراج البطولة فى أبهى صورة وتنظيم بروفة رائعة ومثالية لكأس العالم، والبرهنة على أنها قادرة على استضافة الحدث الأهم فى دولة كرة القدم بعد 365 يوما فقط، وتبديد المخاوف التى تراود البعض من عدم جاهزية البلد اللاتينى. ويقص منتخب السليساو شريط البطولة أمام الضيف القادم من أقصى الشرق منتخب اليابان فى المباراة التى يحتضنها ملعب مانى جارينشا الوطنى، ضمن منافسات المجموعة الأولى، ليعلن مولد البطولة التى تقام فعالياتها فى 6 مدن هى العاصمة برازيليا وريو دى جانيرو وفورتاليزا ورسيف وسالفادور وبيلو هوريزونتى. بروفة حقيقية وتشهد البطولة تطبيق تقنية "خط المرمى" للمرة الأولى فى البطولة، بعدما اعتمدها "فيفا" للمرة الأولى فى كأس العالم للأندية أواخر العام المنصرم، ويسعى الاتحاد الدولى بهذه التقنية إلى وضع حد للكرات محل الخلاف على خط المرمى باستخدام نظام الكاميرات. كما اعتمد "فيفا" فى البطولة نظام المعلومات البيولوجية ضمن خطة مكافحة المنشّطات، ويتضمن إجراء اختبارات غير معلنة للكشف عن المواد المحظورة فى الدم خلال تدريبات الفرق والمباريات، على أن يحمل جميع اللاعبين المشاركين فى المونديال القادم جواز سفر "بيولوجى". وقدمت شركة "أديداس" كرة خاصة للبطولة، تحمل اسم كافوسا، وهى مشتق من أهم ثلاثة مؤثرات فى الثقافة البرازيلية "كارنفال، وفوتبول، وسامبا"؛ لتعبر عن هوية الشعب البرازيلى، وقد صممت من ألوان العلم البرازيلى، وتعد الكرة الثانية التى تصمم خصيصا من أجل بطولة القارات بعد النسخة السابقة للبطولة. وتم تقسيم المنتخبات ال8 المشاركة فى البطولة إلى مجموعتين ضمت الأولى "الأصعب" منتخبات البرازيل وإيطاليا واليابانوالمكسيك، بينما جاء بطل العالم الإسبانى على رأس الثانية إلى جوار أوروجواى ونيجيريا وتاهيتى. فلاش باك وتبقى بطولة كأس القارات مولودا عربيا ظهر إلى النور فى المملكة العربية السعودية قبل 21 عاما؛ تنفيذا لفكرة الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد السعودى بتحويل الكأس الذهبية إلى بطولة تضم أبطال القارات الست، لتنطلق البطولة برعاية الملك فهد، وتستضيفها البرازيل فى النسخ الثلاث الأولى، قبل أن يقرر "فيفا" إدراجها كبطولة معتمدة عام 1997 تقام كل عامين، ثم طالها التطوير مجددا بإقامتها فى البلد الذى نال شرف تنظيم كأس العالم قبل عام من البطولة كبروفة نهائية على أن تقام كل 4 سنوات. وسيطرت البرازيل على أكثر أرقام البطولة بحصولها على اللقب 3 مرات وتبحث عن الرابعة فى مسيرتها والثالثة على التوالى، مقابل 2 لفرنسا، وذهب اللقب مرة واحدة لصالح الأرجنتين والدانمارك والمكسيك، بينما يغيب العرب للمرة الثالثة بعد عامى 2001، 2003. مجموعة الموت البرازيل يفتش عن الكبرياء ويسعى منتخب البرازيل إلى استعادة الكبرياء بعد تراجع النتائج بشكل مخيف فى الأعوام الأخيرة، وتحديدا منذ توج بطلا للعالم عام 2002، وهو الانهيار الذى كلفه احتلال أسوأ مركز فى تاريخه فى تصنيف "فيفا" بالتراجع للمركز ال22. ونجح سكولارى -الذى قاد البرازيل للحصول على كأس العالم 2002- فى صنع توليفة مميزة من اللاعبين تضم نيمار وهالك وديفيد لويز ومارسيللو وفريد ودانتى ولويس جوستافو وأوسكار وباولينيو وتياجو سيلفا ودانيل ألفيس. واستعدت البرازيل للبطولة بمعسكر فى مدينة جويانيا، خاضت خلاله وديتين فى الشهر الجارى، بدأتهما بالتعادل الإيجابى أمام إنجلترا بهدفين لكل فريق، قبل أن تكشر عن أنيابها فى ختام الاستعدادات أمام فرنسا بثلاثية رائعة وعرض مثالى. إيطاليا فى ثوب جديد وبطموحات كبيرة يدخل الفريق الإيطالى البطولة من أجل الحفاظ على مكتسبات يورو 2012، التى أعادت الفريق إلى الواجهة تحت قيادة مدرب كفء برانديلى نجح فى قيادة ثورة التصحيح داخل الفريق وتجديد الدماء والتخلى عن الحرس القديم وانتهاج فكر جديد لم يركن إلى موروث "الكاتانيتشو"، وطور أداءه الهجومى بشكل ملحوظ؛ ليجنى الثمار سريعا بقيادة الفريق باقتدار إلى وصافة البطولة الأوروبية على خلاف التوقعات. ويعول الأزورى فى مشاركته القارية الثانية على كتيبة من النجوم أكثرهم من الوجوه الشابة يقودهم المصرى الأصول ستيفان شعراوى، إلى جانب المشاغب بالوتيللى والقائد المحنك بيرلو ومونتيليفو وجيوفينكو وكيللينى وماركيزيو ودى روسى والحارس الأمين بوفون. وجاءت تحضيرات الطليان للبطولة باهتة؛ حيث اكتفى بالتعادل فى مباراة رسمية أمام التشيك دون أهداف، أمنت له البقاء فى صدارة المجموعة ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، قبل أن يتعادل بغرابة أمام تاهيتى بهدفين لكل فريق فى آخر ودياته قبل البطولة. ويسعى الطليان لمحو عار المشاركة السابقة، التى خرج خلالها الفريق صفر اليدين باحتلاله المركز الثالث بعد تلقيه خسارتين أمام مصر والبرازيل وفوزا يتيما على الولاياتالمتحدة ليخرج من الدور الأول للبطولة. الساموراى يتحدى الجميع يدخل المنتخب اليابانى البطولة بمعنويات مرتفعة، بعدما نجح باقتدار فى انتزاع أولى بطاقات التأهل إلى كأس العالم، بعد مشوار رائع لكتيبة الإيطالى ألبيرتو زاكيرونى حسم به بطاقة العبور قبل مرحلتين من ختام التصفيات الأسيوية، واستعد الساموراى لمشاركته الخامسة فى بطولة القارات بلقاءين رسميين ضمن التصفيات الأسيوية، اكتفى فى الأول بتعادل صعب على ملعبه أمام أستراليا بهدف لمثله، ونجح فى الثانى فى الفوز على العراق فى عقر داره بهدف دون رد. ويسعى زاكيرونى إلى تكرار إنجاز عام 2001 عندما نجح الفريق فى الوصول إلى نهائى البطولة، والحصول على المركز الثانى بعد خسارة بشق الأنفس أمام فرنسا. ويعول اليابانيون على إيجى كاواشيما، وماساهيكو إنوها، وجوتوكو ساكاى، ويوتو ناجاتومو، وكيسوكى هوندا، وياسوهيتو إيندو، وشينجى كاجاوا، وشينجى أوكازاكى. المكسيك تحلم باللقب الثانى يحط المنتخب المكسيكى رحاله فى البرازيل بمعنويات منخفضة وضغوطات كبيرة بعد الفشل الكبير الذى يلاحق الفريق فى تصفيات أمريكا الشمالية، وتراجعه للمركز الثالث؛ مما حمل الصحافة المكسيكية على وداع الفريق بوابل من الاستهجان وتقليل من قدرة الفريق على تقديم أداء مشرف فى البطولة. ويأمل المدرب مانويل دى لاتورى فى تحقيق نتائج إيجابية فى البطولة وإزاحة مقصلة الإقالة من فوق رقبته، معتمدا على مجموعة شابة من اللاعبين يقودهم مهاجم مانشستر خافيير هيرنانديز "تشيشاريتو" ودوس سانتوس وأندريس جواردادو؛ لغزو شباك المنافسين. وعجز منتخب المكسيك عن تذوق طعم الفوز فى استعداداته الختامية لخوض البطولة، فاكتفى بتعادلين رسميين فى التصفيات أمام بنما وكوستاريكا دون أهداف، قبل أن يتعادل مع نيجيريا وديا بهدفين لكل فريق، وهو ما يقلل من حظوظ الفريق فى احتلال منصة التتويج للمرة الثانية فى تاريخه بعدما انتزع اللقب عام 99.