عثر فريق من مفتشي الآثار، اليوم الأحد، على مدينة يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الفراعنة، يُعتقد أنها تعرضت للغرق في البحر المتوسط وتحديدا في منطقة أبو قير قبل مئات السنين وتحديدا في القرن الثامن بعد الميلاد. واكتشف الفريق البحثي، المدينة المفقودة على عمق 30 قدما تحت سطح البحر، وذلك بعد العثور على مجموعة من التماثيل والنقود المعدنية إضافة إلى آلاف القطع الأثرية الأخرى التي استقرت في أعماق البحر. ويعتقد الخبراء أن عملية انتشال المقتنيات التي تم العثور عليها، ربما تستغرق مائتي عام، فيما يشير آخرون إلى أن الاكتشاف قد يقود إلى العثور على مدن مفقودة أخرى. وكان باحثون من مركز الآثار البحرية بجامعة أكسفورد، قد نجح في تصميم تصور ثلاثي الأبعاد لمدينة "هرقليون" أهم الموانئ القديمة بمنطقة أبى قير الأثرية بالاشتراك مع القناة "الوثائقية الألمانية". ونشرت "التليجراف" البريطانية في تقرير لها، أن نجاح الباحثين في وضع هذا التصور سيكشف الكثير من أسرار تلك المدينة القابعة في المدينة القديمة التي غرقت في خليج أبي قير بعد موجة مد بحري هائلة، وكان يوجد بها عدد من المعابد الأثرية الرائعة. وقال "داميان روبنسون"، مدير مركز الآثار البحرية بجامعة أكسفورد: "إننا نحاول فهم كيف كانت طريقة الحياة بهذه المدينة الضخمة، وما هو حال الاقتصاد في تلك الفترة الأخيرة من الحضارة المصرية". وتحتوي "هيراقليون" القديمة، على واحد من أجمل معابد مصر القديمة والذي شهد تنصيب الملكة "كليوباترا" على عرش مصر، كما تم تصوير المباني القديمة والسفن التي كانت تدخل الميناء. وقد كشف التصوير الذي استخدمه الباحثون عن وجود معبد ضخم للإله آمون، ووجود شبكة واسعة من الأنفاق والقنوات التي ساهمت بشكل فعال في جعلها أهم مدن العالم القديم. جدير بالذكر، أن مدينة "هرقليون" قد غرقت في مياه البحر المتوسط منذ 1200 سنة، وتم اكتشافها أثناء بحث العالم الفرنسي "فرانك جوديو" عن السفن الحربية الفرنسية التي غرقت في معاركها مع البحرية البريطانية بالقرب من خليج أبو قير في نهاية القرن الثامن عشر.