كشفت صحيفة "جارديان" البريطانية النقاب عن أن جرائم الإبادة التى يتعرض لها مسلمو الروهينجا فى بورما تتم تحت سمع وبصر الحكومة والجيش، اللذان لا يحركان ساكنا أمام الهجمات البوذية على المسلمين وإحراق مساجدهم ومنازلهم. وقالت الصحيفة: "إن المشهد كان مرعبا، حيث إن مئات الرجال الغاضبين والمسلحين يجوبون الشوارع المغبرة على دراجات نارية دون رادع يصيحون بأعلى الأصوات، وهم يتقلدون السكاكين الطويلة والقضبان الحديدية وعصى الخيزران الطويلة ويلوحون بقبضات أيديهم فى الهواء". وأضافت أن المارة يبتعدون عن طريق هذه العصابات، وأغلق أصحاب المحال متاجرهم، وكانت الشرطة التى تجوب المنطقة تشاهد الأمر بهدوء ولا تفعل شيئا رغم وجود مرسوم طوارئ حكومى يحظر التجمعات لأكثر من خمسة أفراد، مشيرة إلى أنه خلال ساعات قليلة قتل عشرات الأشخاص، وأصيب أربعة بالمنطقة الشمالية الشرقية لميانمار، التى أصبحت أحدث المناطق التى يتم إبادة المسلمين فيها. وقالت "جادريان" أيضا: إن يومين من العنف بمدينة لاشيو خيّما بظلال شك جديدة، فيما إذا كان رئيس الحكومة "سين شين" يستطيع أو سيتحرك لاحتواء اضطهاد المسلمين الذى يجتاح البلاد، التى ما زالت تصارع للخروج من حكم العسكر الذى ظل لنصف قرن. وأشارت الصحيفة إلى أن المسلمين كانوا الضحايا الرئيسيين، لكن حتى الآن معظم المحاكمات الجنائية شملت دعاوى قضائية ضد المسلمين وليس أعضاء الأغلبية البوذية، وألمحت إلى أن الشغب فى لاشينو بدأ الثلاثاء الماضى بعد تقارير تزعم أن رجلا مسلما رش بترولا على امرأة بوذية وأضرم فيها النار، وهو ما حدا بالعصابات البوذية للانتقام بحرق عدة محال للمسلمين وأحد مساجد المدينة الرئيسية، إضافة لدار أيتام إسلامية تفحمت تماما ولم يبق منها سوى جدارين. يذكر أن حكومة بورما -التى جاءت للسلطة عام 2011- وعدت بحقبة جديدة من الحكم الديمقراطى، ودعت إلى التزام الهدوء، ولكن وعودها ذهبت أدراج الرياح، ويبلغ عدد المسلمين فى بورما نحو 12 مليونا، من إجمالى عدد السكان البالغ 55 مليون.