كثيرا ما نصادف أشخاصا يؤثرون فى حياتنا تأثيرا إيجابيا فنحاول الارتباط بهم والتمسك بعلاقاتهم، أو سلبيا فنسعى لتجنبهم أو التهرب منهم ربما لما سمعناه عنهم مسبقا، أو لأننا خضنا تجربة مؤسفة أو مؤلمة معهم، وربما لأنهم يذكروننا بأشخاص لا نحبهم، ولكن هذه الانطباعات قد تجعلنا نصدر أحكاما مطلقة من جهتنا تجاه الآخرين يتجنبها الصواب والدقة فى كثير من الأحيان.. تجارب سابقة يقول عمرو مصطفى –20 عاما-: "من خلال تعاملى مع أصدقائى بالجامعة وجدت أن منهم من يستحق أن يكون صديقا لى بالفعل، ومنهم من لا يمكن أن يكونوا أكثر من مجرد زملاء، وهذا من خلال تعاملاتى معهم التى وجدتها تعتمد على مصلحتهم فقط". وترى نورة صلاح -24 عاما-: "كثيرا ما خاب ظنى فيمن اضطرتنى الظروف للتعامل معهم، خاصة فى مرحلة تحضيرى للماجستير، فقد فوجئت بأن من كنت أظن أنهم بخلاء فى تقديم النصيحة أو المساعدة هم أول المبادرين لمساعدتى، ولا أنكر أنى تعلمت منهم الكثير وأول ما تعلمته هو أن أحسن الظن أولا". ويقول وليد سعيد -26 عاما-: "المثل يقول اعرف صاحبك وعلم عليه، فتجاربى مع زملاء العمل أو الجامعة جعلتنى حذرا جدا فى علاقاتى، فلا أندمج بسهولة مع شخص لم أعرفه إلا من أيام، ولا أتعشم كثيرا فى شخص أعرفه من سنوات، فتجاربى مع الجميع علمتنى ألا أتوقع الكثير ممن حولى لأننا فى زمن تغلبه المصالح أولا". بينما ترى رباب سليمان -27 عاما-: "أن تجربتنا مع من حولنا هى التى تحدد مكانتهم لدينا، فقد عملت بإحدى الشركات وكانت رئيستى بالعمل قليلة الكلام كثيرة التوجيهات، تعلو وجهها تكشيرة لم أكن أعلم سببها وكنت أسعى لتجنبها، حتى تغيبت مساعدتها فى أحد الأيام واضطررت أن أساعدها ولكنى فوجئت بحجم عملها الكثيف جدا الذى يحتاج لدقة وتركيز عاليين، كما أن رنات أبنائها لم تتوقف خلال العمل مطلقا، وأدركت حينها فقط أن تكشيرتها لم تكن مقصودة مطلقا، بل كانت نتيجة ضغوط عملية وحياتية". قواعد للتعامل تقول د. داليا الشيمى -أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس-: إن الإنسان كائن اجتماعى يحب الاندماج والتعايش مع الآخرين، وكثيرا ما نقع فى عثرات حياتية قد نتعلم منها وقد نخسر أو نكسب وفقا لتجاربنا وربما لافتقادنا القواعد الصحيحة للحكم على الآخرين، فوجود قواعد نحكم على أساسها عليهم تساعدنا فى تحديد مكانة وعلاقة من حولنا بنا، وتجعلنا نأخذ الحيطة والحذر فى التعامل مع البشر. وتؤكد الشيمى "أن لكل إنسان بصمة فريدة، ومن حقه أن نراه كما هو وليس كما تخيلنا بناء على خبرتنا، فكل إنسان من حقه أن يأخذ فرصة كاملة لأن يتعامل معك وتعطيه وقته لتفهمه، لتبقى تصرفات البشر والارتياح لهم هى العامل الحقيقى لترقيتهم بداخلنا وتحديد فئة المقعد الذى سيجلسون عليه بداخلنا ودرجة الحكم التى يصدرونها". وحددت الشيمى ثمانى قواعد أساسية للحكم على الآخرين تتمثل فى: