فى مواجهة خطر تقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، على غرار الحرم الإبراهيمى فى الخليل، لجأ الفلسطينيون ومعهم العرب والمسلمون لوسائل متنوعة لدفع الخطر الذى يتعرض له الأقصى فى ظل أكبر هجمة من المستوطنين اليهود تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلى، حيث أقاموا صلوات تلمودية، ومنعوا رفع الأذان وأداء الصلاة. ومع إعلان مدير عام وزارة الأديان الإسرائيلى "الحنان جلات" أن الوزارة ستسعى إلى "تعديل قانون" السماح لليهود بأداء طقوسهم فى المسجد الأقصى، بما يسمح بتقسيم الأقصى مكانيا وزمنيا بين المسلمين واليهود، دبت فى جسد الأمة الإسلامية حيوية طال انتظارها، خاصة مع تزايد فشل عملية السلام مع الكيان الصهيونى. مقاومة ومسيرات وشد رحال ورباط على المستوى الشعبى فى الداخل الفلسطينى خرجت مسيرات أبرزها انطلاق مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى تنديدا باعتداءات المستوطنين؛ مما أدى إلى استنفار بين قوات جيش الاحتلال تحسبا لمواجهات قد تندلع فى محيط الأقصى. كما زادت الدعوات لمقاومة المحتل بالطرق كافة عقب الفشل الذريع فى "عملية السلام"، وهو ما دعت إليه حركات المقاومة والشخصيات الدينية الفلسطينية البارزة، وأيضا زادت مؤخرا وتيرة انتقال الفلسطينيين للمسجد الأقصى من أجل الرباط فيه، وهو ما أدى لوقوع مصادمات عدة بين المرابطين والمرابطات من جهة وقوات الاحتلال واليهود من جهة أخرى. كما قامت العديد من الجهات والمنظمات الفلسطينية بدعوات لشد الرحال للمسجد الأقصى؛ لزيادة الوجود الإسلامى داخل المسجد، ودفعا لضرر اليهود. طرد السفراء والزيارات والمليونيات على الصعيد الإقليمى والإسلامى قامت الدول العربية والإسلامية باتخاذ المسارين الشعبى والرسمى لمقاومة العدوان الأخير على الأقصى. فعلى الصعيد الرسمى صوّت البرلمان الأردنى بالإجماع على طرد السفير الإسرائيلى من عمان، وفى مصر استنكر محمد كامل عمرو -وزير الخارجية- إقدام السلطات الإسرائيلية على اعتقال الشيخ "محمد حسين" مفتى القدس والديار الفلسطينية الأربعاء الماضى، كما حذر من مغبة استمرار "إسرائيل" فى انتهاكاتها بالقدس، وما يمثله ذلك من استفزاز لمشاعر المسلمين. كما استدعت الخارجية الأربعاء الماضى السفير الإسرائيلى فى القاهرة "يعقوب عميتاى"، لتقديم احتجاج شديد اللهجة على عدة أمور من بينها قضية اعتقال "إسرائيل" لمفتى القدس. كما نددت مؤسسة الأزهر بالانتهاكات الصهيونية تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما تأتى زيارات المسئولين المسلمين لقطاع غزة لتأكيد الاعتراف بالمقاومة التى كانت سببا فى هزيمة الاحتلال، ومن بين الزيارات المرتقبة زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان المقررة نهاية الشهر الجارى، وقبلها زيارات العديد من المسئولين العرب وعلى رأسهم رئيس الوزراء المصرى د. هشام قنديل وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى. وعلى الصعيد الشعبى انتفضت القوى السياسية والدينية المصرية ضد انتهاكات الكيان الصهيونى تجاه القدس والرموز المقدسية المستمرة، حيث دعت جماعة الإخوان المسلمين لتنظيم مليونية ضخمة لنصرة القدس أمس الأول الجمعة بجامع الأزهر الشريف. وأيضا قام نحو 50 عالما من علماء المسلمين من نحو 15 دولة عربية وإسلامية بالتوقيع على "وثيقة حق العودة"؛ التى تنص على عدم التنازل عن الأرض الفلسطينية أو التفاوض عليها، فى افتتاح مهرجان جماهيرى حاشد أقامته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الخميس الماضى فى ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بعنوان: "دماء الشهداء مداد العلماء".