لم يكد النواب الإيطاليون يمنحون الثقة النهائية للحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة "إنريكو ليتا"، حتى تبعها انطلاق رئيس الوزراء الجديد فى جولته الأوروبية لدفع أجندته للنمو وإنعاش الاقتصاد الإيطالى المتهاوى؛ حيث يهدف الحصول على الدعم من دول الاتحاد الأوروبى لتحويل سياسات خفض العجز عن طريق التقشف لإجراءات تحفيز النمو. إلا أنه فور حصوله على الثقة، بدأت العراقيل تظهر، حيث بدأ رئيس الوزراء السابق سلفيو بيرلسكونى التهديد بسحب وزراء حزبه من الحكومة الجديدة للضغط على رئيس الوزراء الجديد للاستجابة لتوجيهاته. وأوضحت صحيفة "هيرالد سكوتلاند" الاسكتلندية أن رئيس الوزراء الإيطالى الجديد يواجه ضغوطا من داخل حكومته التى تضم وزراء من أحزاب اليمين واليسار لإعادة التفاوض مع أوروبا بشأن التزام روما بالحفاظ على ميزانيتها ضمن قواعد الاتحاد الأوروبى؛ فى إشارة مبكرة إلى احتمالية مواجهة "إنريكو ليتا" تصرفات تلاعبية فى أثناء وجوده على رأس هذا الائتلاف الحكومى الجديد غير المستقر. ورغم أن برلسكونى ليس عضوا فى الوزارة الجديدة، إلا أنه يلعب دورا حاسما من وراء الكواليس فى الائتلاف الحكومى الجديد؛ فقد قال إن الحكومة الجديدة يجب عليها إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبى حول التزاماتها بسياسات عجز الميزانية والتقشف، مرددا نفس تصريحات وزيرين من حكومة "إنريكو ليتا". تجاوز الأزمة وأعربت "أنجيلا ميركل" -المستشارة الألمانية- عن مساندتها لرئيس الوزراء الإيطالى الجديد فى تنفيذ إصلاحات جديدة تساعد بلاده على تجاوز أزمتها المالية الحالية. وأضافت عقب لقائها "إنريكو ليتا" فى برلين: "لقد اتخذت إيطاليا خطوات ملموسة نحو معالجة الضعف فى اقتصادها، ونحن نريد ضمان خروج أوروبا من هذه الأزمة أكثر قوة مما كانت عليه عندما دخلت الأزمة، وفى هذا الإطار فإنه يتعين على كل بلد أن يقوم بدوره"، مشيرة إلى أن مكافحة البطالة قضية محورية لأوروبا.