أنشئت فرقة الإنشاد الدينى منذ سبع سنوات على يد الدكتور أحمد الكحلاوى نجل شيخ المداحين محمد الكحلاوى، وهى تابعة للفرقة القومية للموسيقى الشعبية التابعة للبيت الفنى للمسرح، وأنشئت تحت مظلة إدارية سميت شعبة الإنشاد الدينى، ويرأسها منذ إنشائها الدكتور أحمد الكحلاوى. بدأت الفرقة ب12 منشدا وموسيقيا، ثم تألقت وازدهرت حتى بلغ عدد أفرادها 160 عضوا، لتصبح أكبر فرقة للإنشاد الدينى على مستوى العالم الإسلامى على الرغم من حداثة إنشائها، وقد وضع مؤسسوها منذ اللحظة الأولى هدفا أكبر أمام أعينهم وهو نشر مديح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة علمية وفنية مبهرة وجميلة، بحيث لا يشعر المستمع بالضيق والملل والنمطية، بل يكون الإنشاد الدينى ممتعا بالنسبة للمتلقى. ويتطلب العمل داخل الفرقة مواصفات خاصة؛ وذلك لطبيعة ما تقدمه من أعمال، فهى تحتاج إلى منشد ملم بقواعد وأصول اللغة العربية السليمة ليحافظ على التشكيل، وأن يكون دارسا لأحكام تجويد القرآن ليستطيع تقديم أداء سليم، بالإضافة إلى إلمامه بالموسيقى، ودارسا لها؛ كى يحافظ على المقامات وينتقل بينها فى سهولة ويسر. وتتفرد الفرقة بأنها تغنى القصائد للأئمة الكبار على عكس ما يفعله غيرها، فما قدمته أم كلثوم مثلا لم تكن قصيدة دينية، بل كانت قصائد غزل، وهو ما علّمه لها الشيخ أبو العلا محمد، بينما ما قدمته مع والدها فى بداية حياتها كان عبارة عن تواشيح دينية. وتخضع الفرقة لرؤية وزارة الثقافة المصرية، لذلك فإن الروتين قد يعيق مسيرة نمو الفرقة، ولم تتمكن الفرقة من المشاركة فى أى من المهرجانات العالمية أو إحياء ليال فى الدول الإسلامية، ولكن اقتصر عملها فى إطار المحافظات فقط، وقد حظيت فى غالب مشاركتها بالمحافظات على أوسمة وتكريمات خاصة، بالإضافة إلى الثناء والترحاب الشديدين. ويقول الدكتور محمد الكحلاوى -مؤسس الفرقة-: والدى محمد الكحلاوى -رحمه الله -هو شيخ المداحين الذى كان إنشاء الفرقة حلما من أحلامه استطاع ببساطة التحليق بعناصر الأغنية الدينية كافة خارج القوالب المعروفة والتقليدية جعلها أغنية يحب الناس سماعها وتردادها، كما اهتم بعنصرى الإيقاعات النشيطة والدفوف، التى تضفى حالة من الوجد لدى المستمع.. لذا أصبح ما يقدم لونا جديدا وعاما. فهو ليس مدرسا فحسب، بل جامعة للأجيال كلها وإن لم ينل حقه حتى الآن رغم إفناء عمره فى الأغنية الدينية وإثراء المكتبة العربية بالألحان التى شكلت وجدان الأمة، ولها الأثر فى ظهور نوع جديد من الإنشاد الدينى لم يعرفه الجمهور، ولم ينشده أحدٌ قبله، فقد كان رائدا فى ذاك المجال وشيخ المداحين ومادحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان آخر ما قدمته الفرقة هو عرض "هى فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم"، الذى يتناول تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة، وكيف رفع مكانتها فى الإسلام، كما حاول العرض تصحيح المعلومات المغلوطة فى الغرب عن المرأة فى الإسلام، لا سيما فى ظل ما يروج له الغرب -كذبا وزورا- أن الإسلام يجحف حق المرأة. كما تطرق العرض إلى دور النساء فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم، وكيفية تعامله معهن، وكيف كان يعامل زوجاته وبناته وكل نساء المؤمنين طوال أيام حياته رضى الله عنهن جميعا .