عرض برنامج "السينما البديلة" بمركز سينما الجزيرة بالأوبرا مؤخرا مجموعة أفلام قصيرة من إنتاج ورشة "سمات" وقد تغيب مخرجو الأفلام عدا المخرجة نهى المعداوى، وعندما سئلت عن سبب غيابهم، قالت: إن المخرج محمد فرج توفى منذ عدة أشهر بينما لا تعرف لماذا لم يحضر باقى زملائها المخرجين. وقد عرض الفيلم التسجيلى "28-1-2011" للمخرج محمد فرج وهو يحاول الاقتراب من حياة أمهات الشهداء اللائى فقدن فلذات أكبادهن يوم جمعة الغضب أحد أيام ثورة يناير، وقد بدأ المخرج فيلمه بمشهد نيران مشتعلة لينقلنا إلى بيت بسيط، وتحكى أم الشهيد سيد عن آخر لقاء لها بابنها فتقول إنهم سمعوا أصواتا فى الخارج فقال لها "سأخرج لأرى ماذا يحدث فى الشارع"، وتحاول الأم الإمساك به ويخرج فيعود لها جثة هامدة وقد أصابته رصاصة فى الجمجمة. وتحكى أم الشهيد سيد أنها رأت ابنها سيد بعد أدائها مناسك العمرة له متربا، وعندما سألته عن السبب لم يجبها، وبعد عدة أيام بعث برسالة لها مع أحد الأشخاص الذى رآه فى المنام بأن تتوقف أمه عن البكاء. وتروى أم الشهيد ولاء أنها ترى ابنها فى أحلامها فى يقظتها ونومها، وترسل له خطابا يملؤه الشجن والحزن. وتقول أم الشهيد محمود إنها تحس بابنها فى المنزل وجاء لها فى الثانية والنصف صباحا، وجلس على "كنبة" الصالة لتخرج من حجرة نومها لتراه جالسا فى انتظارها كما أنه جاءها فى المنام وفى يده عنقود عنب وكأنه اللؤلؤ وتصف طعمه بأنها لم تأكل مثله من قبل، وعندما سألته: من أين هذا العنب؟ قال لها: لن تجدى مثله إلا هنا، وعندما استيقظت شعرت بشبع وكأنها أكلت خروفا كما أنها رأته يطوف معها أثناء أدائها مناسك العمرة. وتحكى أم الشهيد خالد أنها رأته فى أحلامها، ففى إحدى تلك المرات رأته نائما فى السماء مع مجموعة من الشباب فى سنه، وفى رؤيا أخرى ذهبت لتوقظه من النوم لتجده صحيحا معافى دون أى إصابة. وعرض فيلم المخرجة ندى زيتونة "غريب" عن شخصية أحد الأشخاص قاطنى منطقة إمبابة، ويبدأ الفيلم بقيام ابنة "غريب" بتعليق ملصق للدعاية الانتخابية على باب منزلها ثم يجهزون للذهاب للإدلاء بصوتهم فى الانتخابات وكأنهم فى يوم عيد، ويستعرض الفيلم رحلتهم إلى لجنة الانتخابات مع وصية الابنة للأب بأن ينتخب الإخوان. ويحكى غريب أنه أدى العمل بإتقان، وإحدى الرتب قال له: يجب أن تكون مخبرا والتحقت بمعهد المخبرين الذى درسنا به كيفية التعامل مع الناس وإهانتهم وضربهم على الرقبة لتهتز أعصابهم، وتعلمنا أماكن الضرب التى لا تقتل بالإضافة إلى كيفية الإمساك والسيطرة على الناس. ويضيف غريب: إننى تركت هذا العمل، فما كان من أحد أصدقائى العاملين فى السينما إلا أن قال لى اعمل فى السينما لأقوم بدور ضابط أو مخبر أو عسكرى، فقلت فى نفسى إن هذا أمر سهل وذلك لأنى معتاد على ذلك. ويحكى غريب عن قصة حدثت أثناء التصوير فى إحدى مديريات الأمن حين دخل مساعد الوزير فقام الجميع لتحيته إلا أنا، فأمر بإحضار الضابط الذى لم يؤد التحية فقلت له إننى ضابط تايوانى مش أصلى وذكرت له أننى ممثل فأمر على الفور بإحضار عصير لى! ويدور فيلم المخرج عمر الشامى "كريم" حول مشاكل أطفال الشوارع من خلال حديث مع أحدهم يقوم بمساعدة قائدى السيارات فى الركن أمام أحد مطاعم الوجبات السريعة، وهذا الولد اسمه كريم، ويخبرنا عن أحد الأشخاص ويدعى الكابتن الذى يرعاه ويأتى ليعطيه تى شيرت مكتوبا عليه "إيد فى إيد نبنى مصر". ويقول كريم إنه لم يشارك فى الثورة ويحمد الله على ذلك لأنه لو كان شارك فيها كان سيموت ولكنه سيموت حرامى ولن يكون شهيدا. ويرصد فيلم "لسه" للمخرج أسامة الوردانى ما عاناه النشطاء السياسيون فى ظل حكم المجلس العسكرى من خلال ناشطتين سياسيتين على وشك الإنجاب. وعرض الفيلم السريالى "فى الليل" للمخرجة نهى المعداوى، التى قالت بعد عرض الفيلم إن فيلمها عبارة عن مجموعة أحلام، فعندما صنعت هذا الفيلم كان من منطلق رفضها الواقع المعيش، وعندما عرضت الفكرة على المدربين الفرنسيين شعرت بالقلق وقالوا إنه لا يوجد فيلم كذلك إلا أنهم كانوا من النضج لسماحى بالقيام بتجربتى الخاصة، كما أعربت عن سعادتها لأن هذه هى المرة الأولى التى تتحدث فيها عن الفيلم باللغة العربية، فكل العروض السابقة كانت باللغات الأجنبية، فقد شاركت هذه الأفلام فى فرنسا وسويسرا وألمانيا. وأضافت نهى أن الورشة كانت بدعم من الاتحاد الأوروبى ولم تكن للمبتدئين بل كانت لمن لهم خلفيات سينمائية، وكان الاشتراك فى الورشة بعد تقديم مشروع، وتم إرساله إلى باريس لتقييمه وتم اختيار الملتحقين فى الورشة من قبل الجهة المانحة فى فرنسا.