عرضت كوريا الشمالية قائمة من الشروط على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية لإجراء محادثات، منها إلغاء العقوبات التى فرضتها الأممالمتحدة؛ لكن واشنطن قالت إنها تنتظر "إشارات واضحة" بأن بيونج يانج ستوقف أنشطتها المرتبطة بالأسلحة النووية. وقالت لجنة الدفاع الوطنى فى كوريا الشمالية -وهى أعلى هيئة عسكرية فى البلاد-: إن جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية سيبدأ حين تسحب الولاياتالمتحدة أسلحتها النووية التى تقول بيونج يانج إن واشنطن دفعت بها للمنطقة، فى مؤشر محتمل لإنهاء أسابيع من نذر الحرب التى خيمت على شبه الجزيرة الكورية. ويرى البعض أن هذه الخطوة لفتة لإرضاء الصين حليفتها الرئيسية التى أبدت عدم ارتياحها لتصاعد نبرة تهديد بيونج يانج، التى قالت: إن المحادثات هى المسار الصحيح الوحيد لإنهاء التوتر. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد رجحت أن كوريا الشمالية ستقوم بمزيد من التحركات الاستفزازية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأن الولاياتالمتحدة يجب عليها الاستعداد لمواجهة أى أمر طارئ من جانب بيونج يانج. من جانبها قالت صحيفة" الجارديان" البريطانية: إن تهديدات كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية قد تكون حقيقية؛ حيث توعدت بيونج يانج بضربات ساحقة ثأرية مباشرة دون تحذير إذا لم تعتذر سول عن مظاهرات مناوئة لها خلال احتفال كوريا الشمالية بذكرى ميلاد مؤسسها "كيم إيل سونج". وهددت بيونج يانج ببدء أعمال انتقامية دون إنذار مسبق انتقاما مما حدث فى وسط سول، مضيفة أنها "ستنفذ أعمالا عسكرية لإثبات كيفية الحفاظ على كرامة الدولة". واعتبرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الإنذار الذى وجهته الجارة الشمالية بأنه "مؤسف"، ووعدت بالرد بقوة وحزم على أى استفزاز، وأنها ستتخذ إجراءات انتقامية عنيفة وصارمة إذا وقعت استفزازات منظمة من كوريا الشمالية. من جهته، أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن أمله فى احتواء التوتر الحالى، والانتقال إلى مرحلة العمل الدبلوماسى لتسوية القضايا المختلف عليها، وطالب كوريا الشمالية الالتزام باحترام تعهداتها الدولية. أما مجلة "تايم" الأمريكية فترى أن التوتر عاد فى شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى بعدما تحطمت مروحية عسكرية أمريكية من طراز "بلاك هوك" كانت مشاركة فى المناورات العسكرية فى كوريا الجنوبية قرب الحدود بين الكوريتين. ونددت كوريا الشمالية بالمناورات العسكرية الأمريكية- الكورية الجنوبية التى تعتبرها تدريبا على اجتياح أراضيها، وهددت سيول بضربات نووية، فى إشارة إلى أن هناك نحو 28500 جندى أمريكى ينتشرون بشكل دائم فى كوريا الجنوبية. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع رئيسة كوريا الجنوبية "بارك جيون هاى" فى البيت الأبيض يوم 7 مايو المقبل لمناقشة قضايا اقتصادية وأمنية منها "مواجهة التهديد الكورى الشمالى".