الزيارة التى يعتزم وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى القيام بها لمنطقة الشرق الأوسط، والتى بدأها أمس السبت بزيارة تركيا فى مستهل زيارة للمنطقة أعلنت عنها الخارجية الأمريكية -الأربعاء الماضى- وتعقبها زيارة لإسرائيل والضفة الغربية يلتقى خلالها بالقيادات الفلسطينية والإسرائيلية لمحاولة دفعهما لتقديم تنازلات لإنعاش عملية السلام المحتضرة منذ أشهر طويلة؛ دفعت المراقبين للتساؤل عن فرص نجاح التحرك الأمريكى لنزع فتيل التوتر الذى تعيشه الأراضى الفلسطينية المحتلة، خاصة فى ظل تعنت إسرائيل ورفضها الاستجابة للمطالب الفلسطينية بإيقاف الاستيطان، وإصرارها على ضرورة عودة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات بلا أى شروط أو قيود إلا أن العديد من المراقبين توقعوا فشل الزيارة فى تحقيق أهدافها فى ظل حديث الأوساط الإسرائيلية عن أنها لا تنوى تقديم أى بوادر حسن النية للجانب الفلسطينى للعودة للمفاوضات، بجانب استبعادها أن يطرح كيرى خطة سلام جديدة على الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "فيكتوريا نولاند" قد سبق وصرحت بأن زيارة كيرى سوف تتضمن اجتماعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى محاولة لمعرفة ما يمكن فعله لاستئناف محادثات السلام. وأشارت نولاند إلى أن كيرى يؤمن بالدبلوماسية الشخصية، وسيسعى خلال لقاءاته بقيادات الطرفين إلى حثهما على تقديم تنازلات لدفع عجلة السلام مرة أخرى، مضيفة أن كيرى سيسعى لإيجاد حلول وسط، ولزيادة الثقة وخلق بيئة تمكن الطرفين من استئناف المفاوضات. آمال ضائعة ويرى مراقبون أن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين للمفاوضات لن تكون بتلك السهولة فى ظل غياب الثقة بين الطرفين والتعنت الإسرائيلى المتواصل ورفض إيقاف الاستيطان الذى يعتبر أحد الشروط التى تضعها السلطة للعودة لطاولة المفاوضات، مشيرين إلى أنه رغم أجواء التفاؤل التى تسود بعد الاتفاق الذى وقعه العاهل الأردنى الملك عبد الله بن الحسين لتأكيد وصايته على الأماكن المقدسة وحمايتها من "التهويد"، إلا أن تشبث إسرائيل بعدم التوقف عن البناء الاستيطانى ومحاصرة القدس بتلك المستوطنات، وتأكيدها أن القدس هى العاصمة الموحدة لإسرائيل، ورغبة الفلسطينيين فى جعل القدس عاصمة دولتهم المستقبلية؛ يجعل فرص كيرى ضعيفة فى إحياء تلك المفاوضات، ويقود تلك المساعى للفشل. إلا أن مراقبين يرون أن هناك فرصة لنجاح مساعى كيرى، وذلك إذا توصل لاتفاق مع إسرائيل لتقييد الاستيطان، وهذا من شأنه تمهيد الطريق للعودة للمفاوضات، فإسرائيل يمكن أن توافق على تقييد البناء فى بعض المستوطنات، لكن السلطة ترغب فى إيقاف البناء فى المنطقة "إى 1" الحساسة فى الضفة الغربية، والتى يقول الفلسطينيون إنها ستفصل القدسالشرقية عن الدولة الفلسطينية فى المستقبل. ولفت المراقبون إلى أن كيرى يحتاج فى البداية للقيام بسلسلة خطوات لبناء الثقة بين الطرفين، وتغييرات جوهرية على أرض الواقع ولو من جانب واحد، حتى يستطيع جذب الطرف الآخر للمفاوضات.