ابنتى فى الصف السادس الابتدائى، وهى الابنة الصغرى، كنت أحبها وأدللها أنا ووالدها وهى صغيرة، أما الآن فهى عنيفة جدا حتى فى مزاحها وأنانية فى التعامل مع الآخرين، تحب أن تملك كل شىء، وتؤثر نفسها عن أخواتها أو حتى والديها، مستواها الدراسى متدنٍّ جدا، جربت معها الضرب والحنان لكن دون جدوى، فالكثير يشكو منها سواء الأقارب أو الجيران، وكذلك أصدقاؤها فى المدرسة، فكيف أتعامل معها؟ تجيب عن هذه الاستشارة، أميرة بدران، مستشارة نفسية واجتماعية، فتقول: أشكرك أختى الفاضلة على اهتمامك بسلوك ابنتك، ومحاولة تعديله دون أن يمثل حبك لها سببا لإغفال سلوكها الخاطئ، فكثيرا ما نخطئ فى التعبير عن حبنا لأبنائنا، فيؤدى ذلك إلى الضرر بهم بدلا من نفعهم، فالتدليل الزائد سم يتسرب فى التربية يتعود الطفل من خلاله على استخدام مستقبلات الأخذ دون مستقبلات العطاء، فينشأ أنانيًا لا يعرف العطاء. فنحن لا نحصد إلا ما نزرع، وليس معنى حديثى أن وقت التعديل قد انتهى، ولكن يحتاج إلى جهد أكبر ووعى أعمق بالتربية؛ ليتحقق التوازن دون حدوث أزمة فى العلاقة بينك وبين ابنتك، فهى فى بدايات المراهقة بجدارة، وستتأثر بتلك المرحلة مثلها مثل باقى أقرانها؛ لذا أنصحك بالقراءة عن هذه المرحلة جيدا وتفهم طبيعتها، لتتمكنى من فهم مشاعرها وصراعاتها الداخلية؛ مما يساعدك فى التعامل معها بطريقة صحيحة ومناسبة. وبجانب ذلك أختى الكريمة احرصى على تدريبها على الأخذ والعطاء من خلال إقناعها بأن الإنسان لا يأخذ دون أن يعطى، دون نقد ولا تجريح ولا إهانة، ويمكن أن تحققى ذلك من خلال اتباع نظام محدد للثواب والعقاب والمكافأة، مع توضيح الأشياء المرفوضة التى ستعاقب عليها لها من خلال توقع سلوكها والجزاء المتوقع أيضا فى حالة الإثابة أو الخطأ، مع تقديم المدح فى حيال تصرفاتها الجيدة حتى لو قليلة. توقفى عن النقد، والسب، والضرب؛ فكلها أمور تعزز السلوك المرفوض ولا تفيد، وتكرس المشاعر السلبية بينك وبين ابنتك. حاولى إشراكها فى أنشطة فيها عطاء كالتطوع فى أعمال إنسانية، أو مساندة ضعفاء، أو غيره، وكل هذا لا بد أن يبعد عن الوعظ والمحاضرات والفرض، ولكن بذكاء ولطف من أجل تصويب مسارها، على أنه يكون من الأفضل مشاركتها فى القيام ببعض الأمور الدينية التى تفضل القيام بها أو تلك القريبة إلى نفسها، فعلى الأسرة أن تكون قدوة فى الأخذ والعطاء أمامها دون مقارنة؛ لأنها تهدم الطفل ولا تبنيه أبدا. تجنبى تكرار اتهامها بالأنانية؛ لأن ذلك من شأنه ترسيخ الصورة الذهنية لنفسها بهذه الصفة، فتتصرف بأنانية. احترميها، وقدريها، وصادقيها عن قرب بالفعل، وأشعريها بأنها ليست نغمة نشاز. وفقك الله، ولا تنسى قراءة خصائص مرحلة المراهقة وأهم مشكلاتها وكيفية علاجها.