لأنها تعيد اكتشاف ذاتها من جديد لا تسخري من ابنتك المراهقة محيط - فادية عبود المراهقة مرحلة جديدة تكتشف الفتاة فيها نفسها من جديد ، فتعشق النظر إلى المرآة ، وتهوى تقليد فنانتها المفضلة في الأسلوب والطلة والماكياج ، ومن ثمة تطيل الوقوف أمام المرآة . تقول عالمة النفس الفرنسية صوفي كادالين مؤلفة العديد من الكتب التي تتناول مرحلة المراهقة: إن الفتاة في هذه المرحلة تتعرض لتغيرات جسمانية كثيرة تجعلها دائمة التساؤل عن صورتها الجديدة, فيكون من الطبيعي أن تتعمد إمعان النظر في كل مرآة تصادفها، هذا بالإضافة إلي أسباب أخري كثيرة أهمها البحث عن ذاتها, لأن التطور الذي يحدث لها في هذه الفترة كبير جدا ومن الطبيعي أن يسبب لها نوعا من القلق, حيث تجد الفتاة صعوبة في التعرف علي نفسها في المرآة لأنها تكتشف فجأة أنها أمام صورة امرأة مكتملة الأنوثة ذات ملامح وجه بعيدة كل البعد عن الطفلة التي كانت تعرفها, فتطيل النظر إلي المرآة وكأنها تسألها: من أنا؟ لأن الأمر يحتاج بالفعل إلي فترة طويلة لتستوعب الفتاة أن هذه الصورة الجديدة هي صورتها. تتابع عالمة علم النفس، بحسب صحيفة "الأهرام" : يضاف إلي هذا أن الفتاة في هذه المرحلة تحب أن تشعر بأن صورتها تثير إعجاب الآخرين فتحرص علي أن تبدو دائما في أجمل صورة ، ويحتاج هذا إلي الوقوف ساعات طويلة أمام المرآة لتجربة الأزياء وتسريحات الشعر الجديدة، فكلها محاولات من جانبها للتعرف علي ذاتها في صورتها الجديدة. خروجها عن سيطرة الأم وتؤكد د. كادالين ، أن الأم تجد صعوبة في تقبل هذه الصورة الجديدة لابنتها فتفاجأ بنفسها عصبية وغاضبة من كثرة وقوفها أمام المرآة، والسبب يرجع إلى أنه ليس من السهل علي امرأة أن تشاهد ابنتها الصغيرة تتحول إلي امرأة مثلها لأن هذا يعني أن الفتاة كبرت وبدأت تخرج عن سيطرتها, بل وتناقشها وتجادلها في أمور كثيرة ، ويصاحب هذه الأحاسيس التي تراود الأم إحساس داخلي بالخوف علي ابنتها من مظاهر الأنوثة التي تفجرت فجأة فيها فتكثر من توجيه التعليمات والملحوظات لها. لكن د. كادالين تنصح الأم بعدم التدخل الكثير في خصوصيات ابنتها لأن الفتاة تحتاج لكي تنضج ألا يكون ظل والدتها ملازما لها بصفة مستمرة. مضيفة أن كثرة تذمر الفتاة في هذه السن من شكلها ومظهرها يجب ألا يثير غضب الأم لأنه شيء طبيعي. كذلك يجب علي الأم ألا تكثر من التعليقات الساخرة التي ترددها لابنتها عند مشاهدتها وهي واقفة أمام المرآة من نوعية المرايا اشتكت أو كثرة النظر إلي المرآة يستهلك عينيك، لأنها تعليقات تزيد من إحساس الابنة بعدم الثقة في ذاتها وتسبب لها نوعا من الجرح العميق والإحباط, والأفضل أن تشيد الأم بجمال ابنتها كلما ارتدت ثوبا جديدا أو صففت شعرها بطريقة مختلفة لتزيد من ثقتها بنفسها, خاصة أن هناك فتيات كثيرات يعانين الكآبة في مرحلة المراهقة لإحساسهن بعدم الرضا عن مظهرهن أو لبدانتهن أو لعدم معرفتهن كيف يبرزن مواطن الجمال فيهن, لذلك يلجأن إلي المرآة للاطمئنان. وأهم نصيحة تهمس بها عالمة النفس للأم هي أن تقدم عيونها لابنتها كمرآة مرددة كلمات مثل أنت جميلة للغاية في هذا الزي أو الجميع سوف يبدون إعجابهم بك فمثل هذه التعبيرات أفضل وسيلة لطمأنة الابنة وزيادة ثقتها بنفسها فيقل تدريجيا هوسها بالنظر إلي المرآة. ولادة من جديد من جانب آخر يؤكد أطباء علم النفس أن مراهقة الفتاة ولادة جديدة لها، إذ أن ذلك يحدث لديها تطورً بيولوجياً و هورمونياً ، يسبق التطور العقلي و يدفعها بل يلح عليها لأثبات الذات و التحرر و تقليد المحيطين بها من الكبار . لكن ما تقدم عليه هذه المراهقة يجعل المحيطين بها يعنفون سلوكها و يستنكرونه و يبدأون بتأنيبها ، و هذا يسبب لها الأحباط و التوتر و المجادلة المستمرة مع الأسرة . امتدحيها تبعد عن الماكياج عادة ما تلجأ الفتاة في فترة المراهقة إلى الماكياج وادوات التجميل لتشعر بأنوثتها وجمالها ، هنا يقدم علماء النفس مجموعة من النصائح لكل أم ابنتها على وشك المراهقة أو دخلت في مرحلة المراهقة بالفعل : * بكلامك اللطيف اجعلي ابنتك تشعر بجمالها وامدحي الصفات الإيجابية فيها ، من ملاحة وجه و طيبة و تسامح و شعر جميل، و خفة روح ونضارة بشرة ، حتى تشعر الفتاة بقيمتها و جمالها ، فلا تحتاج لوسائل أخرى لأثبات ذاتها ، و إبراز شكلها الجديد ، وحتى لا تنخدع أيضاً بكلام الغرباء . " يرى الأطباء النفسييون أنه لا مانع من أن تتزين الفتاة المراهقة قليلا لإرضاء غرورها بالمتغيرات الجسدية التي طرأت عليها ، والكعب العالي يأتي ضمن هذا التزيين ، وعلى الأم أن توافق به لكن بشروط تضعها الأم في قالب ودي من انصائح البسيطة والارشادات اللطيفة من باب الحفاظ الابنة على صحتها ، حيث يجب أن يكون علو الطعب بسيطاً و معتدلاً . * عزيزتي الأم .. احرصي علي إعطاء ابنتك المراهقة دروسا في الحياة من خلال خبراتك المختلفة وبصورة غير مباشرة أثناء التسوق وطهو الطعام وخاصة أثناء تناول الوجبات و اعلمي جيدا أن كثرة الإطراء والمدح علي فتاتك المراهقة يدعم ثقتها بنفسها ويجعلها أكثر ثباتا في مواجهة الحياة وتقلباتها، كما أن الإصغاء الجيد لها والتعليق علي أدائها يجب أن يأتي بعيدا عن الشدة وتذكري جيدا أن الاستماع لها لا يعني بالضرورة الموافقة علي آرائها. * دعيها تتحمل المسئولية: يجب أن تتعلم الفتاة في هذه المرحلة تحمل المسئولية من خلال أسلوب المحاولة والخطأ والتجربة واتخاذ القرارات بنفسه. * الصداقة: عندما تبلغ ابنتك الثانية عشرة من عمرها عليك بصياغة علاقة جديدة معها قوامها الاحترام والتشجيع والإصغاء إليها فترة أطول لاحتوائها. * كوني حيادية في التفكير إذا استشارتك ابنتك في أمراً ما، ووضحي لها ايجابياته وسلبياته بإيجاز وموضوعية، وبكل حكمة انهي الاستشارة بجملة واحدة هي: أفعلي ما تعتقدين أنه في صالحك، فالمراهقة تحتاج إلي العديد من الفرص لتتعلم من أخطائها قبل الاحتكاك بالمجتمع وقبل أن تجد نفسها مضطرة لحل مشكلاتها دون مؤازرة.