قديما قالوا: "اشتدى يا أزمة تنفرجى".. ونحن فى بر مصر لم نعش أزمة واحدة فى الفترة السابقة، بل أزمات متتالية بفعل قوى خارجية وقوى داخلية، واتفق الاثنان على إنهاء لا أقول حكم الدكتور مرسى؛ لأنى بذلك سأقزم الموضوع، ولكنهم اتفقوا على إنهاء الحالة الثورية المصرية؛ لأنهم يعلمون تمام العلم أن نجاح الثورة المصرية يعنى أن تكون مصر إحدى الدول الكبرى فى العالم، بالإضافة الى تبوئها الدور الإقليمى الذى فقدته فى العقود السابقة، وهذا بالطبع سيهدد المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، كما يعلمون أن بنهوض مصر استيقاظ العملاق الإسلامى النائم فى العالم بأسره. هذا يفسر اشتعال الأمور كلما هدأت وافتعال الأزمات أزمة وراء أخرى لحرق البلد تحت أقدام الرئيس والمخلصين من أبناء الوطن الذين يريدون البناء، الرقى، النهوض والتنمية. وهذا يعتبر أمرا طبيعيا، فبعد الثورات من المعروف أن المنتفعين لن يسلموا بسهولة، ولو أنفقوا فى سبيل ذلك المليارات. هناك عدة أطراف تريد حرق الوطن على من فيه؛ ليخلو لهم ويفعلوا به ما يشاءون. هنالك دول من بينها أمريكا وإسرائيل والإمارات وغيرهم ممن يبغض صحوة المارد المصرى. وهناك فلول النظام السابق وأتباعهم، وهناك المعارضة المأجورة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ وحزب الدستور والتيار الشعبى؛ بزعامة المناضل حمدين صباحى، وأخيرا هناك المغرر بهم، وهم فئة من البلطجية وأطفال الشوارع اختلفت مشارب هؤلاء وأهواؤهم، واجتمعت على شىء واحد ألا وهو خراب مصر وتحويلها إلى سوريا أو صومال جديدة. ولكن.. نقول وبكل حزم "كبرت كلمة تخرج من أفواههم"، فتلك البلد الآمن لن يستطيع أحد مهما أوتى من قوة أن يمسها بسوء، وأنا هنا أراهن على الشعب المصرى الواعى المدرك لمرامى المخطط جيدا. كما أراهن على أن هؤلاء غثاء كغثاء السيل لا قيمة لهم ولا وزن فى دنيا الرجال، والحمد لله فى ظل هذا السواد الحالك الظلمة تجد بوارق الأمل تلوح فى الأفق، فتجد استثمارات تتدفق وأمورا تهدأ شيئا فشيئا ورئيسا حريصا كل الحرص على النهوض ببلده ومن قبل ذلك، ومن قبل ذلك كله فضل الله تعالى "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وهو خير مما يجمعون". يا سادة كلما زادت المحنة فاعلموا أن بداخلها المنحة، وكلما زاد الكرب فاعلم أن فى أحشائه الفرج فالهجرة جاءت للنبى صلى الله عليه وسلم بعد الكرب فى مكة، الفتح جاء بعد شدة الجهاد، وحرب 73 جاءت بعد نكسة 67. اقرءوا التاريخ وانظروا إلى صوارف الله فى الأحداث ستجدون أن الفرج قادم، والنصر أصبح أقرب إلينا من حبل الوريد، فلنستبشر ولا نيأس. ولله در الشافعى حين قال: "ورب نازلة يضيق لها الفتى ذرعا... وعند الله منها المخرج.. ضاقت لما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظن أنها لن تفرج". فأبشر يا شعب مصر بالفرج والنصر ولكن ينبغى علينا: - ألا ننصت للمرجفين والمثبطين. - أن نثق فى رئيسنا المنتخب. - أن نعلم أن قدرات مصر غير مسبوقة ولكن نريد الاستقرار. - أننا فى خلال عشر سنوات سنكون من أفضل بلاد الدنيا إن شاء الله. "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".