أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قرار إسرائيل بتقليص المسافة المسموح بها لصيادى غزة إلى 3 ميل، يعد انتهاكا لاتفاق التهدئة، محملة الاحتلال المسئولية عن القرار وتداعياته، وهو ما دفع عدد من المراقبين لاعتبار أن هذا الانتهاك هو أول نتائج زيارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" ل"إسرائيل" والتى حرص خلالها على التأكيد على أمنها، داعيا الفلسطينيين لضرورة الاعتراف بأنها دولة يهودية، متجاهلا حقوق الفلسطينيين وعملية السلام المتوقفة منذ أشهر طويلة بسبب تعنت الاحتلال ومواصلته لسياسة الاستيطان. ومن جانبه حذر المتحدث باسم حكومة غزة "طاهر النونو" من نتائج الخطوات التى قام بها الاحتلال، للتراجع عن ما تم الاتفاق عليه للوصول إلى "التهدئة"، داعيا القاهرة لتحمل مسئولياتها تجاه الانتهاك بصفتها راعية للاتفاق. وكان جيش الاحتلال قرر يوم الجمعة الماضى تقليص منطقة الصيد المسموح بها فى بحر قطاع غزة من 6 أميال إلى 3 أميال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم التجارى، المعبر الوحيد للبضائع بين غزة وإسرائيل. وزعم الناطق بلسان جيش الاحتلال "أفيخاى أدرعى" أن هذا القرار جاء ردا على إطلاق صواريخ من القطاع صباح الخميس، مشيرا إلى أن تقليص منطقة الصيد سيعيد الأمور البحرية إلى ما كانت عليه قبل عملية "عامود السحاب". وكانت الفصائل الفلسطينية وقعت اتفاق تهدئة مع الاحتلال برعاية مصرية فى نوفمبر الماضى بعد حرب على قطاع غزة استمرت ثمانية أيام، ومن بنود هذا الاتفاق، زيادة مساحة الصيد إلى 6 أميال وإلغاء المنطقة العازلة شرق قطاع غزة، إلا أن الاحتلال انتهك الاتفاق أكثر من مرة. من جهة أخرى، أخلت حكومة حماس عددا من مقارها الأمنية والشرطية فى القطاع تحسبا لهجمات إسرائيلية، بحسب الناطق باسم وزارة داخلية حكومة غزة "إسلام شهوان" وذلك بعد زيادة نشاط طائرات الاحتلال فى سماء القطاع. ووفقا لعدد من المراقبين، فإن انتهاك إسرائيل للتهدئة، جاء بعد الضوء الأخضر من "أوباما"، الذى جاء فى زيارة للمنطقة لضمان أمن الحليفة إسرائيل، حيث ركزت المناقشات على المسائل التى تهم الاحتلال وعلى رأسها المشروع النووى الإيرانى. وأما عن حقوق الفلسطينيين لم يتم ذكرها، واكتفى فقط بدعوتهم للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والعودة للمفاوضات دون شرط تجميد المستوطنات، وهو الشرط الذى وضعه بنفسه فى أثناء خطابه الذى ألقاه فى جامعة القاهرة بعد أسابيع من فوزه بالفترة الأولى فى الرئاسة. وأشار المراقبون إلى أن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس التى قطعت حوار المصالحة بمجرد الإعلان عن زيارة أوباما، تتحمل المسئولية الأكبر عن هذا التحول فى الموقف الأمريكى لمصلحة إسرائيل، لأنها ما زالت تراهن على "مفاوضات عبثية"، ولهذا منعت المظاهرات وأجهضت انتفاضة كانت تتبلور إرهاصاتها بعد استشهاد الأسير "عرفات جرادات"، الذى استشهد أثناء التعذيب فى سجون الاحتلال، ولم تطلب مطلقا التحقيق فى استشهاده.