يعد من أهم وأشهر المفكرين والعلماء البارزين فى سوريا لكنه كان قريبا من النظام السورى منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وقف بوجه الثورة السورية منذ بدايتها منتصف مارس 2011 ولم يبد أى تعاطف معهم رغم سقوط آلاف الشهداء على يد رجال بشار، بل ودعا على الثوار من فوق المنابر، وألمح البعض لإمكانية ضلوع الأسد فى مقتله عقب رغبته فى الانشقاق عنه وتأييد الثورة. إنه العلامة الشيخ "محمد سعيد رمضان البوطى" الذى قتل الخميس الماضى فى تفجير استهدف مسجد الإيمان بالمزرعة شمال العاصمة دمشق ووجه نظام الأسد أصابع الاتهام للمعارضة والجيش السورى الحر الذى نفى مسئوليته عن مقتل البوطى، ووصف التفجير بأنه جريمة بكل المعايير وجزء من مخطط يهدف لإفشال الثورة مع قرب انتصارها. وكان البوطى من أشد المعارضين للثورة وصف المعارضين للرئيس بشار الأسد فى إحدى الخطب التى كان يلقيها كل جمعة عبر التلفزيون السورى بأنهم "حثالة"، كما كان يحث السوريين على الالتحاق بالقوات المسلحة ومساعدة الحكومة فى دحر المعارضين. وقال الزعيم السورى المعارض "معاذ الخطيب": إن لديه شكوكا بتورط الحكومة السورية فى الهجوم، وأضاف: "ندين بشكل قاطع اغتيال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى.. لأن اغتياله جريمة بكل المعايير يجب رفضها تماما"، مشيرا إلى أن الذى ارتكب هذا العمل مجرم، ونحن نشتبه أن لنظام الأسد دورا فى العملية، خاصة مع حديث بعض المقربين من الشيخ البوطى أنه فطن مؤخرا لحقيقة ما يفعله بشار فى شعبه ورغب فى الانشقاق عنه وتأييد الثورة، لذلك سارع الأسد بقتله. ولد البوطى عام 1929 فى قرية عين ديوار بشمال سوريا، أنهى دراسته الثانوية الشرعية فى معهد التوجيه الإسلامى بدمشق، وكان يتقن اللغة التركية والكردية والإنجليزية، والتحق عام 1953 بكلية الشريعة فى جامعة الأزهر، وتخرج فيها عام 1955، ثم التحق عام 1956 بكلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية فى نهاية ذلك العام. تدرج الشيخ البوطى فى الرتب العلمية فى كلية الشريعة بجامعة دمشق، حيث عين معيدا فيها عام 1961، وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر عام 1965 فى أصول الشريعة الإسلامية. وعُين عام 1975 وكيلا لكلية الشريعة بجامعة دمشق، ليتولى عام 1977 عميدا لها، اشترك فى مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة، وكان عضوا فى مؤسسة "آل البيت للفكر الإسلامى" فى الأردن، كما عمل كعضو فى المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد، واستلم منصبا فى المجلس الاستشارى الأعلى لمؤسسة طابة بأبوظبى. وتقلد البوطى منصب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، وقدم دروسا بشكل منتظم فى مسجد الإيمان بدمشق، وألقى خطب الجمعة فى جامع بنى أمية، وعرف البوطى بالعديد من فتاويه المؤيدة لنظام بشار الأسد، خاصة تصريحاته عام 2012 التى تضمنت تشبيه أفراد الجيش السورى بأصحاب النبى محمد ووصفهم "بالأبطال". وأثارت عدة فتاوى أصدرها حفيظة المتظاهرين فى مدينة دير الزور، ما دعاهم إلى إحراق كتبه فى جمعة "أحفاد خالد"، ولم يُبدِ تعاطفا مع الثوار الذين سقط منهم مئات الشهداء والجرحى، فضلا عن اعتقال الآلاف منهم، بل دعا عليهم على المنابر. وتعرض البوطى لانتقادات واسعة من المعارضين لنظام الأسد، ويقول ناشطون: إن البوطى طرد من أحد مساجد دمشق فى يوليو 2011 بعد قوله: إن "غالبية الناس الذين يخرجون من صلاة الجمعة للتظاهر لا يعرفون شيئا عن الصلاة"، فى إشارة إلى التظاهرات الأسبوعية المعارضة للنظام التى انطلقت منتصف مارس 2011.