نجح فريق علمى فى المركز القومى للبحوث، بالتعاون بين قسمى الحشرات والعقاقير الصيدلانية، مع شعبة الصناعات النسيجية، فى إنتاج أقمشة طاردة للحشرات ومضادة للميكروبات، عن طريق استخدام مستخلصات طبيعية تتم "كبسلتها" قبل إضافتها للقماش. وأضح الدكتور على سيد على -أستاذ الصناعات النسيجية بالمركز القومى للبحوث- أن فكرة صناعة قماش طارد للحشرات يتم من خلال تحضير مادة فعالة طاردة للحشرات (الذباب– النمل– البق– البراغيث– الصراصير) وهى عبارة عن مستخلص طبيعى سواء من النباتات البرية أو المائية "الطحالب" ثم تتم "كبسلة" هذه المادة (أى تغليفها بمادة أخرى) بغرض حماية المادة الفعالة من التحلل نتيجة للضوء أو الرطوبة أو الحرارة أو أى عوامل خارجية أو اتحادها بمواد أخرى مما يغير من فاعليتها. وأضاف أنه يتم بعد ذلك إضافة مواد مثبتة تعمل على ربط المادة الفعالة مع أنسجة القماش عن طريق روابط كيميائية، بعدها يتم غمر القماش سواء المصنع من القطن أو غيره فى هذا المحلول، ثم تبدأ عملية العصر فالتجفيف. وأشار "على" إلى أن مثل هذه الأقمشة تستخدم فى صناعة ملابس الجنود، أو العاملين فى هيئات الإغاثة أو الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم الوجود فى أو بالقرب من الغابات، لافتا إلى أن المركز حصل على براءة اختراع حول هذه التقنية، والتى قام بأبحاثها فريق علمى برئاسة الدكتور المرحوم محمد حسين أبو شوشة -أستاذ الصناعات النسيجية بالمركز القومى للبحوث- وعضوية الدكتور محمد محمود هاشم "شعبة النسيج" والدكتور محمد فوزى عبد العزيز "قسم الكيمياء"، وتحت إشراف الدكتورة فكرة عطا الله والدكتور على سيد. من جهتها، قالت الدكتورة هناء الرافعى -باحثة بقسم العقاقير بشعبة العلوم الصيدلانية- إنها نجحت فى استخلاص مادة فعالة من الطحالب البنية للقضاء على الناموس والذباب والصراصير؛ حيث تتم إذابة هذا المستخلص، ثم تضاف له المادة المكونة للكبسولة والتى غالبا ما تكون صمغية، ثم تخلط معه المادة الرابطة، وبذلك يكون المستخلص جاهزا للدخول فى مرحلة تجهيز القماش، وقد وصلت نسبة نجاح المستخلص فى طرد الحشرات إلى 98%. بدوره ذكر الدكتور محمد الرافعى -أستاذ العلوم النسيجية بالمركز القومى للبحوث- أن المركز نجح فى إنتاج أقمشة مضادة للبكتريا وبطريقة غير مكلفة وليست لها أى آثار جانبية، وتعتمد على استخدام الفضة أو أكسيد الزنك فى أثناء تجهيز الأقمشة باتباع أسلوب "النانوتكنولوجى" وكانت النتائج ممتازة.