براءة اختراع مصرية لعلاج الأنيميا بجرعة واحدة

يعد سوء التغذية المعروف بالأنيميا أو فقر الدم، والناتج عن سوء الاستهلاك الغذائى المتوازن، من أكثر الأمراض انتشارا فى العالم، وعلى الأخص فى الدول الفقيرة، وينتج فقر الدم عن نقص فى كرات الدم الحمراء الناقلة للأكسجين لجميع أنسجة الجسم؛ هذا النقص الناتج عن سوء التغذية يؤدى لتكسر كرات الدم الحمراء أو زيادة نسبة تكسرها.
ويحتاج النخاع الشوكى (مُصنّع الكرات الحمراء) إلى الحديد، الفيتامين ب12، حامض الفوليك ليتمكن من صناعة كرات الدم الحمراء، وحين يختل أو ينقص أحد هذه المكونات؛ فإن الناتج الطبيعى هو اعتلال الجسم وشحوبه، وعسر بالهضم، والشعور بالخمول، أو ما يعرف بفقر الدم.
ولذلك تسعى منظمات الصحة العالمية إلى علاج ومكافحة سوء التغذية، وقد نجح بالفعل فريق مركز النانو تكنولوجى التابع للمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة، فى الحصول على براءة اختراع لعلاج فقر الدم من خلال تناول جرعة واحدة من الدواء، الذى تم تصنيعه بواسطة تكنولوجيا النانو.
يقول د. طاهر صلاح الدين -رئيس مركز النانو تكنولوجى-: سجلنا براءة الاختراع دوليا بعد أن تم عرضها على 170 دولة ولم تعترض عليها أى دولة منها، وحصلنا على المركز الثالث والميدالية البرونزية فى مؤتمر دولى بكوريا حول براءات الاختراع الخاصة بمشاكل النساء عالميا حينما تقدمنا ببراءة اختراع لعلاج الأنيميا لدى النساء.
يقول صلاح الدين: إن مرض الأنيميا يعنى نقص حوالى 80% من الحديد والفوليك أسيد؛ ولأن الحديد بطبيعته ضعيف الامتصاص ويحتاج إلى شهور طويلة ليرفع نسبة الأنيميا درجة أو درجتين على الأكثر، بينما تحتاج بعض الحالات لجرعات من الحديد تؤخذ عن طريق الحقن العضلى، مما يسبب فى كثير من الأحيان مشاكل صحية أخرى مثل تكون (الخُراج) أو الكدمات موضع الحقن، وفى الحالات الحرجة فإن الحل الأمثل هو نقل الدم للمريض.
ويتابع: لذلك فإننا عكفنا على بحث ودراسة مشاكل امتصاص الحديد للجسم، فعملنا على اختراع عقار يعتمد على النانو تكنولوجى، فاعتمدنا 1 ملى جرام جزء من المليون من الحديد ثم غلفناه بفيتامين c المعروف بسرعة الامتصاص، وفوجئنا بالنتائج المبهرة، حيث تم تجربتها على فئران التجارب فارتفعت الأنيميا من 6 إلى 12 من 10 إلى 14 يوما، أى الضعف، ودون أن يكون للعقار أى أثر صحى سلبى، وكأن الجسم بدأ بضبط إنتاج كراته الحمراء بشكل طبيعى جدا بعكس العقاقير الأخرى والمطروحة الآن، وتعتمد 2000 جزء من المليون، بينما اعتمدت النانو تكنولوجى على جزء واحد فى المليون.
تبقى مشكلتان تواجه صلاح الدين؛ الأولى فى تجريبها آدميا، حيث تمنع القوانين المصرية اختبار العقار على البشر بينما تسمح به القوانين الأوروبية والأمريكية وتظل المشكلة الثانية وهى مشكلة تسويق وترويج العقار.