"الفريق الأفضل خسر من وجهة نظرى"، هكذا وصف البرتغالى الداهية جوزيه مورينيو المدير الفنى لريال مدريد تأهل فريقه على حساب مضيفه مانشستر يونايتد بعد الفوز المثير بهدفين لهدف فى أمسية أوروبية رائعة على مسرح الأحلام فى إياب دور ال16 لبطولة دورى أبطال أوروبا، فى قمة هى خلاصة الإمتاع الأوروبى. جاءت الأجواء مثالية داخل الميدان وخارجه فى مباراة احتشد لها قرابة 80 ألف متفرج فى مدرجات ملعب أولد ترافورد، فى انتظار القمة المعلقة بين كبيرى البطولة الأهم فى القارة بعد انتهاء جولة الذهاب بالتعادل الإيجابى بهدف لكل فريق والتى منحت أصحاب الأرض أفضلية محدودة للعبور بأمان إلى ربع النهائى. وبين اثنين من عمالقة التكتيك فى الكرة العالمية دارت رحى الموقعة المثيرة وعلى مدار 90 دقيقة من الكر والفر لم يفسدها إلا تدخلات الحكم التركى جونيت شكير المثيرة للجدل، فلجأ السير أليكس فيرجسون على الورق إلى طريقة هجومية لا تخلو من حذر دفاعى.. 4-2-3-1 بالاعتماد على دى خيا فى المرمى وأمامه فيرديناند وفيديتش وإيفرا ورافاييل، وثنائى الارتكاز كليفرلى وكاريك وثالوث العمليات ويلباك ونانى والأسطورة جيجز -الذى خاض مباراته رقم 1000 ورفع مشاركاته الأوروبية إلى 134 مباراة- وفى الهجوم فان بيرسى مع الاحتفاظ برونى وكاجاوا على مقاعد البدلاء. وفى المقابل لعب مورينيو بتشكيلة كلاسيكو الكأس بالدفع بالمتألق دييجو لوبيز فى حراسة المرمى والرباعى راموس فاران وكوانترو وأربيلو وثنائى الوسط خضيرة وألونسو والثلاثى أوزيل ومورينيو ودى ماريا، وهيجواين مهاجم وحيد. وبكثير من الانضباط نجح أبناء السير أليكس فيرجسون فى فرض إيقاعهم على الشوط الأول فانعدمت خطورة الريال تماما على مرمى دى خيا، كما نجح ويلباك "المميز" فى شن هجوم مضاد هدد مرمى لوبيز بشكل كبير، ومع استحواذ غير مفيد للريال جاءت إصابة دى ماريا لتعقد حسابات مورينيو.. لينتهى نصف المباراة بالتعادل السلبى. وانقلبت المباراة رأسا على عقب فى شوطها الثانى، فافتتح راموس التسجيل لمانشستر بهدف فى مرماه من هجمة منظمة للمانيو لينهى عرضية نانى داخل شباك لوبيز فى الدقيقة 48، مسجلا الهدف رقم 6000 فى تاريخ البطولة القارية. 40 دقيقة × 4 مراحل لم تكد تمر 10 دقائق على هدف المانيو حتى خطف الحكم شكير الكاميرات من الجميع بإشهار بطاقة حمراء مباشرة وقاسية فى وجه نانى بعد التحام مع أربيلو، ليواصل التركى قسوته على الأندية الإنجليزية، ويعلن عن أول نقطة تحول فى المباراة. وجاء نزول مودريتش كنقطة تحول ثانية بعدما قلب الكرواتى المباراة لصالح الريال بهجوم مكثف على مرمى دى خيا، انتهى إلى هدف العودة للبطولة بأقدام البديل من تسديدة رائعة فى الدقيقة 66، وقبل أن يفيق المانيو من حالة الارتباك العارمة فى صفوفه أضاف الدون رونالدو هدف التأهل بعد 3 دقائق فقط دون أن يحتفل احتراما لجماهير ناديه السابق، خاصة بعد الاستقبال الحافل قبل المباراة. وتخلى فيرجسون عن غضبه العارم من قرارات الحكم ليعيد ترتيب الأوراق فدفع بالثالوث رونى ثم أشلى يونج وبعده فالنسيا على أمل العودة، وبدوره تحرك مورينيو فأشرك بيبى كليبرو متقدم ليفسد حماسة المانيو الذى هاجم بكل خطوطه بحثا عن معادلة النتيجة على أقل تقدير، إلا أن لوبيز تألق بشكل كبير وحافظ على شباكه، قبل أن يظهر الحكم مجددا رافضا احتساب ركلة جزاء واضحة ضد راموس لتنتهى المباراة بتأهل الريال على حساب المانيو للمرة الثالثة فى التاريخ، كما حقق مورينيو أول فوز على مانشستر فى عقر داره فى كل المواجهات مع بورتو أو تشلسى أو الإنتر. وعزز رونالدو موقعه كهداف للمسابقة ب8 أهداف فى 8 مباريات، وبات الهداف البرتغالى الأول فى البطولة برصيد 47 هدفا متجاوزا رقم أوزيبيو، كما رسخ مورينيو عقدته فى مواجهة فيرجسون بعدما حقق الأخير انتصارين فقط من أصل 16 مباراة مباشرة. دورتموند يقسو على دونتسك وعلى ملعب سيجنال إيدونا بارك حسم فريق بروسيا دورتموند الألمانى التأهل إلى ربع النهائى بعدما سحق ضيفه الأوكرانى شاختار دونتسيك بثلاثية نظيفة حملت توقيع سانتانا، ماريو جوتزه، وبواشتشيكوفسكى، ليعبر بنتيجة 5-2 فى مجموع المباراتين.