أعرب وزير الخارجية محمد كامل عمرو عن ثقته في تحقيق حاضر أفضل ومستقبل واعد لسوريا، إذا تم التوصل بشأن حل هذه المشكلة تحت مظلة الجامعة العربية. وقال عمرو- في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة والثلاثين بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التى تسلمت مصر رئاستها اليوم الأربعاء - إن المأساة السورية دخلت عامها الثالث وسط نزوح مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري إلى دول الجوار، فضلا عن تشريد الملايين داخل سوريا الذين هربوا من أتون هذا الصراع دون ذنب اقترفوه إلا المطالبة بالحرية والكرامة. وأشار عمرو إلى ما وصفه بالدمار المعنوي والمادي الذي خلفه القتال وهو ما يتطلب عقودا للبناء ورأب الصدع، موضحا أن مصر دعت إلى عملية سياسية تستجيب للمطالب المشروعة، ونقل السلطة بشكل يضمن وحدة التراب السوري وتماسك الدولة في إطار التوصل إلى حل يجنب مخاطر خراب هذا البلد. وحذر عمرو من أن إطالة أمد الصراع من شأنه أن يهدد وحدة أراضي سوريا وفرص العيش المشترك، وهو ما ينسحب بكل تأكيد على دول الجوار...موضحا أن مصر شاركت في جهود وقف نزيف الدم السوري؛ بهدف الوصول إلى مرحلة جديدة تحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة، وهو الهدف الذي تسعى إليه مصر في كل التحركات. وقال: إن مصر وقفت منذ البداية خلف الائتلاف الوطني السوري، وأيدت خطوات الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف دون الالتفاف على الثوابت، وتلك الجهود وجدت آذانا صماء على الجانب الآخر الذي اعتمد على الحل العسكري الذي سيؤدي إلى الخراب. وأكد عمرو أهمية تدارس السبل للتعامل مع هذا الوضع السوري، عبر تقديم الدعم اللازم لإخواننا السوريين، وتقوية قدرة الائتلاف على تمثيل الشارع السوري، وإبداء استعدادنا لتأييد جهود الخطيب بما يعمل على حل الأزمة السورية ويحقن دماء الشعب السوري. وحول القضية الفلسطينية..قال عمرو: إنها في عقل كل عربي، مشيرا إلى أن تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته بات مطلبا عالميا وليس عربيا في ظل اقتناع متزايد بإمكانية تلاشي فرص إقامة الدولة في ظل الاستيطان. وأوضح أن المفاوضات والخطط المتقطعة لم تسفر إلا عن معاناة الشعب الفلسطيني، واستمرار الاستيطان في القدس والضفة الغربية رغم الجهد الكبير الذي التزم به الجانب الفلسطيني وفقا لخارطة الطريق في إنشاء مؤسسات الدول الفلسطينية، إلا أن إسرائيل لا تزال تتنصل من التزاماتها، وهو ما يفرض علينا ضرورة إعادة النظر في منهجية التعامل مع هذه القضية. وطالب عمرو بحل سياسي ودبلوماسي يضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته، ويعمل على إنهاء الاحتلال، مشيرا إلى أن التصويت لصالح حصول فلسطين على صفة مراقب بالأمم المتحدة يمثل منعطفا تاريخيا.