أحداث 11 سبتمبر لا تزال تؤثر سلبا على المسلمين الإسلاموفوبيا توسع الفجوة بين المسلمين والغرب حوار- مصطفى الخطيب كشف نهاد عوض، رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، أن نحو 100 مليون دولار أنفقت مؤخرا لتخويف الأمريكيين من الإسلام، مؤكدا أن المسلمين فى أمريكا والغرب ما زالوا يعانون حتى اللحظة من تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 التى جعلت الكثير من دول العالم تنظر للمسلمين بنظرة سلبية ووضعت بسببها الكثير من القوانين التى تقيد حركة المسلمين وتجعلهم دائما فى موضع الاتهام. وأوضح عوض فى حواره مع "الحرية والعدالة أن إستراتيجية "كير" الأساسية هى تعزيز دور المسلمين، البالغ تعدادهم أكثر من سبعة ملايين مسلم، سياسيا واجتماعيا وقانونيا، حيث يسعى "كير" ليكون صوتا معبرا عن أحلام المسلمين وآمالهم فى أكبر دول العالم من حيث النفوذ وهى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإلى تفاصيل الحوار.. ما الدور الذى تقومون به لتحقيق حلم توحيد المسلمين الأمريكيين؟ يستهدف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" توعية المسلمين الأمريكيين بضرورة النشاط والعمل السياسى ويساعدهم فى التسجيل للانتخابات والتدريب على العمل السياسى والعمل الإعلامى، ونترك لهم خيارا لمن يصوتون بحكم القانون؛ ويواجهنا كثير من الصعاب تتعلق بالدعم المالى واختلاف الثقافات. كيف يتعامل "كير" مع التنوع الثقافى والاجتماعى الهائل بين المسلمين؟ هذا جمال العمل، أن تتعامل مع كل أطياف اللون الإسلامى العرقى واللغوى والمذهبى والطائفى والحزبى، وهذا تحدٍّ وبنفس الوقت إنجاز؛ تحدٍّ لمن لم يتعايش ويتفاعل بشكل إيجابى مع الآخر -وتعريف "الآخر" بحاجة إلى تفصيل- فهو يكبر مع هذا التحدى وينمو وينضج، الذى لديه خبرة فى التعايش مع الآخرين وأتوا من مجتمعات متعددة أسهموا فى إنجاح وتسريع عجلة التعايش الداخلى بين الصف المسلم. كذلك فإن الأحداث السيئة والتجارب هى أكبر مدرسة لتعلم كيفية التعايش، ليس فقط داخل الصف والمنظومة الإسلامية، إنما داخل المنظومة الإنسانية، وأقول وهذا طبعا بسبب الدين الإسلامى وبسبب طبيعة النظام السياسى والحياة الأمريكية، نحن نحتفل بالتنوع الإسلامى ونعتقد أنه قوة وليس ضعفا وهذا ما نفهمه من الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}. ما أوجه الاستفادة أو الخدمات التى تعود على المجتمع الأمريكى من المجلس؟ المسلمون الأمريكيون جزء من المجتمع والنسيج الأمريكى، وما يصيب المجتمع يصيبهم، وما يفيد المجتمع يفيدهم؛ لأنهم جزء من صناعة التاريخ والواقع الأمريكى، ولهذا فإن الفائدة من وجود مؤسسة بارزة ومعروفة على مستوى المجتمع والسياسيين ووسائط الإعلام الأمريكية أنهم يدركون أن هناك مصدرا أصيلا لمعرفة الإسلام، وأنه لا يجب الاكتفاء بالعناوين العريضة فى الأخبار عن الأحداث السيئة والعنف والاضطرابات السياسية. وأعتقد أن وجود مؤسسة مثل "كير" لها حضور الآن واضح ومتنامٍ يعطى المسلمين وجها إنسانيا، ويعطيهم الفرصة أيضا ليتواصلوا مع فئات المجتمع وتعزز هوية المسلمين الأمريكيين، كما تعزز "كير" النسيج الأمريكى وتعطى أمل للمسلمين الأمريكيين بأنه من خلال العمل الجاد والقانونى بإمكانهم أن يعتلوا أى مرتبة فى الحياة والمجتمع الأمريكى. والمجتمع الأمريكى مجتمع فيه تساوٍ وفيه تكافؤ فرص، والتجربة الإنسانية الديمقراطية الأمريكية تستحق الدراسة الدقيقة والموضوعية لأنها تعتبر أنجح تجربة إنسانية حتى الآن، تجربة مريرة مرت بفصول مؤلمة، وما نشهده اليوم هو حصيلة نضالات وصراعات ومحاولات فى تحسين الأداء الإنسانى والقانونى والسياسى والمجتمعى على مدى حوالى 250 سنة. هل ل"كير" خطة إستراتيجية لمحاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا؟ نعم لدينا خطة إستراتيجية أول أهدافها إزالة سوء الفهم عن الإسلام والمسلمين، وكما لاحظنا فى مؤتمر القمة الإسلامى ظهرت الإسلاموفوبيا كمسألة تؤرق وتقلق العالم الإسلامى الآن على المستوى الرسمى والشعبى، وهذا ما يطمئننا؛ لأنه عندما ننظر لهذه الظاهرة بعين القلق يجب أن ندشن لها الموارد المادية والبشرية لمكافحة هذه الظاهرة، التى تعتبر من أخطر الحالات فى إذكاء العداء وتوسيع الفجوة بين أبناء العالم الإسلامى والغرب. ودعنى أقول لك: إنه خلال العشر السنوات الماضية صرف على الأقل أكثر من 100 مليون دولار فى محاولة ترويع الأمريكيين من الإسلام عن طريق مؤسسات فكرية وبحثية وسياسية وإعلامية وجماعات ناشطة هى جماعات كراهية لكنها بدأت تبرز فى الساحة الأمريكية؛ فلا يمكن أن نتعاطى مع هذه الظاهرة بشكل محترف وقوى بدون أن نفهم هذه الظاهرة ونرصدها ونحللها بأسلوب علمى ومنهجى، والأهم من ذلك لنا أن نقتدى بأخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) وخلق الإسلام فى التعامل مع الجهلاء والمغرضين والخصوم والجاهلين. على الجانب الآخر، فنحن نحاول أن ننشط المسلمين الأمريكيين ليكونوا كغيرهم من أفراد المجتمع الأمريكى ناشطين وفاعلين ومنتجين فى حياتهم، وأيضا أن يتقدموا بمواقع مهمة ليكون ذلك تعبيرا عن إمكانياتهم العلمية ووضعهم الاقتصادى وحسهم بالمواطنة، طبعا لا يمكن أن أتحدث عن أرقام لكن لدينا خطة إستراتيجية لكل ذلك. وأخيرا يجب أن يكون لنا سهم قوى وواضح فى ترشيد العلاقة بين العالم الإسلامى والولاياتالمتحدة من خلال إعانة دولة الولاياتالمتحدة على الاستفادة من إمكانات المسلمين السياسة والعلمية وارتباطهم بوطنهم أمريكا وجذورهم فى العالم الإسلامى، وهو يعتبر رصيدا إستراتيجيا جدا لكل من الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى. يذكر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" قد افتتح عام 1994، فى واشنطن، ثم امتد نشاطه ليشمل 33 مكتبا فى المدن والمقاطعات الأمريكية المختلفة. وجاءت نشأة "كير" لتعريف المجتمع الأمريكى بحقيقة الإسلام والدفاع عن حقوق المسلمين المدنية والدينية، وبناء تحالفات لنشر التفاهم والتسامح، وكذلك تنشيط المسلمين الأمريكيين على المستوى السياسى والاجتماعى.