لطالما عشنا منذ الصبا نحلم بمجتمع ديمقراطى تعددى، يقوم على احترام حقوق الإنسان واحترام الدستور والقانون، وأن تكون الكلمة العليا للقانون، حلمنا خاصة بعد الثورة بمجتمع حزبى شريف يكون لكل حزب وجوده وجمهوره وتأثيره فى الشارع. وأعتقد أن كل تلك الأحلام المشروعة تحقق منها الكثير حتى الآن، فلدينا قرابة الثلاثة وسبعين حزبًا، ولدينا دستور كتبه الشعب المصرى بيديه، ولدينا رئيس منتخب بإرادة حرة ولأول مرة فى تاريخ مصر.. ولله الحمد. ورغم كل ما تحقق فإن هناك من يرى أن الصورة سوداوية ومظلمة، فهو غير راض عن الدستور، ولا التعددية، ولا أداء الرئاسة، ويطنطن ليل نهار على أفكار وآراء من مثل "أخونة الدولة" وما شابه، ظنًّا منه أنه سوف يغير الموازين لصفه لأنه على يقين بمدى حجمه الضئيل فى الشارع. قلنا وما زلنا نكرر أننا فى حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين لا أقول أكثر، ولكم من أكثر فئات الشعب حرصًا علن أن توجد بالمجتمع معارضة قوية؛ لأننا لا فخر أكثر الفئات المصرية تضررًا من الظلم والاستبداد فى العقود السابقة، ولا يستطيع كائنًا من كان أن يزايد على هذا. والمعارضة الشريفة يا أيها السادة تلك التى تقف فى مواجهة الخطأ لتقومه وتقف مع الصواب لتنصره وتقويه، لكن أن تتحول المعارضة إلى نوع من الابتزاز السياسى الرخيص ويكون جل همها الوصول للكرسى وإيواء البلطجة وإهانة الرئيس والرئاسة والرغبة الملحة إلى العودة لنقطة الصفر، وكأن الثورة لم تحقق شيئًا، فهذا مما لا يليق بأى معارضة فى الدنيا ولا يقبل بها الشعب. هناك قامات بالمعارضة المصرية يحسب لها نضالها فى السابق، وتحولت تلك القامات بقدرة قادر لسياط تلهب بها كل تقدم يتم إحرازه على الأرض، وتهاجم الرئيس والإخوان بداع ودون داع، وتسخر لذلك أموال الحزب الوطنى المنحل وأموال الكثير من القنوات المأجورة والإعلاميين غير الشرفاء الذين سكنوا القصور وركبوا الفاره من السيارات وامتلأت جيوبهم بأموال الفلول ثم يتحدثون عن العدالة الاجتماعية وعن الوطن والوطنية، لكن مهما أخفوا هذا الوجه القبيح فلن يخيل على الشعب، وكما قال زهير بن أبى سلمى فى معلقاته ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** إن خالها تخفى على الناس تُعلم يا رجالات المعارضة أنتم منا ومن نسيج هذا الشعب العظيم، ولا نرضى لكم أن تكونوا ألعوبة فى يد من يريد خراب البلد على من فيه، أقولها لكم وبكل الحب أن التاريخ لن يرحم من امتدت يده بالعبث لخراب البلد من أجل حفنة من رجال الأعمال الفاسدين من رجالات مبارك لا من أجل البلد كما تدعون، وإياكم أن تراهنوا على الشعب المصرى فهو من وجهة نظرى أذكى منكم، ويعلم جيدًا من يبحث عن مصلحة البلد ومن يبحث عن مصلحته الشخصية. لا سبيل أمامنا سوى الحوار ثم الحوار ثم الحوار ودون شروط مسبقة كما تدعى جبهة الإنقاذ، وإلا فلا معنى ولا فائدة من الحوار بشروط، أرجوكم ابحثوا عن الحل لا عن التعقيد، وابحثوا عن التوافق لا التصادم، لا تعتقدوا مجرد اعتقاد أن الحل يكمن فى إسقاط الدكتور مرسى وإلا فأنتم واهمون، فمن سيوافق على إسقاط رئيس ذى شرعية ومنتخب من أجل ابتزاز فئة قليلة تريد تسيير البلد على مرادها. نحن كشعب وحزب وإخوان نريد التوافق والاستقرار والهدوء والجلوس سويًّا من أجل الحل الذى يرضى الشعب ويحقق المصلحة العليا للبلاد، وللعلم فالشعب لن يأكل ويشرب سياسة، فالشعب يريد الاستقرار الذى لم يتوفر حتى الآن للدكتور مرسى ليمارس مهامه التى أوكلها له الشعب، نريد أرجوكم أن يعود مرة أخرى شعارنا الذى رفعناه فى التحرير "إيد واحدة"، فلا نريد أن تجمعنا الميادين وتفرقنا السياسة.. وحفظ الله مصر!