إذا كان الشباب هم القوى المحركة للشعوب، وإذا كان الفن هو أداة الشعوب للتعبير عن نفسها، وإذا كان المسرح هو أبو الفنون، فإن الفن فى مصر يبدأ من وسط البلد. ولكى نصل إلى تحقيق هذه المعادلة وإثباتها على أرض الواقع يجب أن نعى أولا أن الفن ليس تجارة أو منتجا يدخل إلى ماكينات كمواد خام ثم يخرج لنا سلعة تباع وتشترى، بل هو روح ونمط حياة.. هو حلم نأمل فى تحقيقه، ولولا حلم الوصول للقمر لما وصلنا، ولولا حلم الطيران لما ارتفعنا شبرا واحدا من عن الأرض ولقيدتنا الجاذبية وحبستنا. وفى القاهرة، يبدأ حلم الفرق المستقلة والحرة من استوديو عماد الدين بوسط البلد كأحد الأماكن التى مدت يد العون لهذه الفرق بتوفير قاعات لعقد البروفات اللازمة لإعداد العروض، وكانت هذه هى الفكرة الأساسية عندما افتتح الاستوديو عام 2004؛ حيث إنه الأول من نوعه الذى قام بتوفير أماكن لعمل البروفات بأجر رمزى؛ لأن الفرق الحرة لا تملك مسارح أو تصاريح باستغلال أحد مسارح الدولة أو حتى المال لإعداد مسارحهم الخاصة. أحمد على، شاب فى مقتبل حياته، بدأ تجربته مع عالم المسرح فى أثناء دراسته الثانوية، ثم جاءته الفكرة مع أصدقائه بتكوين فرقتهم الخاصة تحت اسم "روبابيكيا"؛ حيث كان هدفهم الرئيسى من تكوين الفرقة مناقشة قضايا المجتمع القديمة ومعالجتها معالجة حديثة كما يفعل عامل الروبابيكيا؛ حيث يقوم بتجميع البالى لدى الناس ويعيد إصلاحه. جاء ذلك فى عرضهم الأول بعنوان "دستور يا ريس"، من تأليف حاتم سليم، وإخراج أحمد على، مؤسس الفرقة، ذلك عام 2010 أما الآن وفى ظل التناحر الدائر ما بين القوى السياسية تقوم الفرقة بإعداد عرض جديد بعنوان "عالجونا قبل ما تحكموا"، وفيه يرفضون هذا التناحر والصراع، ويشيرون إلى أزمة عدم الثقة وفقدان الإحساس بالأمن والأمان التى خلفها النظام السابق فى نفسية الشعب، فصار يحتاج إلى العلاج والخطاب الهادئ المطمئن بدلا من الخطابات الداعية للاعتصامات والمنازعات، فمن وجهة نظرهم نحن كشعب نحتاج أن نرى دائرة حوار تضم جميع الأطياف السياسية فى حالة من الود والهدوء؛ لنطمئن على مستقبلنا ومستقبل الوطن، ويعود إلينا الإحساس بالأمن والسلام. من جانبه، يتحدث أحمد عبد القادر، وهو عضو فى فرقة "صبايا" عن مشوار الفرقة الذى بدأ عام 1999م، واستطاعت الفرقة فيه الوصول بأعضائها إلى مستوى الاحتراف والالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية لتأكيد الموهبة بالدراسة. كما شاركت الفرقة فى العديد من المهرجانات بأكثر من عرض مسرحى كان من أهمها عرض "فصيل على طريق الموت" الذى أخرجه نور عفيفى مخرج الفرقة، وحاز هذا العرض على أكثر من جائزة خلال مشاركته فى فعاليات مهرجان الرواد للمسرح، منها جائزة ثانى أفصل إخراج وثانى أفضل تمثيل وأول سينوغرافيا. ويؤكد حجاج الخضرى وشاكر فتحى -مؤسسا فرقة "رؤى" المسرحية- نبل الرسالة التى يسعى شباب المسرح الهاوى إلى توصيلها للمجتمع من خلال الفرقة التى تأسست عام 2007م فى المنيا مكان دراسة الأعضاء المؤسسين الذين شاركوا فى مهرجان الجامعة بعرضهم الأول "شهد الألم" وحصولهم على المركز الأول كأفضل عرض. وقال الخضرى وفتحى: إننا نحرص على تقديم العروض التى نعدها بأنفسنا بداية من النص انتهاء بالديكور، التى تناقش القضايا الاجتماعية لإيماننا بالدور الاجتماعى الذى يجب أن يلعبه المسرح فى مصر وكل أحلامنا رؤية مسرح أكثر فنا وأكثر حرفية عبر التطلع إلى دور لوزارة الثقافة لتحتضننا وتوفر لنا ولجميع الهواة الرعاية الفنية أولا والمادية التى تمكنهم من تقديم فن مسرحى يليق باسم مصر وتاريخها.