أكد المهندس أحمد إمام، وزير الكهرباء والطاقة، أن الرئيس محمد مرسي وافق على إنشاء أول كيان اقتصادي حكومي يضم هيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ، وذلك لاستثمار خام الرمال السوداء بمنطقة البرلس بالمحافظة، مشيرًا إلى أن هذا القرار يلغي قرار مجلس الوزراء الأسبق الذي طرح المشروع في مناقصة عالمية بنظام التملك أو حق الانتفاع لاستغلال الخام المتوفر باحتياطى كبير بالمنطقة التى تصل إلى نحو 17 كيلو مترا بساحل البرلس. جاء ذلك بعد الاجتماع الموسع الذي عقده مسئولو الرئاسة لملف الطاقة لتحديد مصير مشروع الرمال السوداء فى مصر وآليات الاستثمار بهذا المعدن، وحضر الاجتماع مستشار رئيس الجمهورية لملف الطاقة، والدكتور أحمد سليمان مستشار الرئيس للمشروعات، والمهندس أحمد إمام وزير الكهرباء والطاقة، والدكتور محسن محمدين رئيس هيئة المواد النووية، والدكتور طارق مصطفى رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى، والدكتور إبراهيم إسماعيل أستاذ هندسة الكيمياء بجامعة القاهرة. وأضاف إمام إنه سيتم تحديد الشكل القانونى والاقتصادى للكيان الجديد خلال أيام من خلال عقد عدة اجتماعات تضم مجلس إدارة هيئة المواد النووية، ومسئولى محافظة كفر الشيخ، وممثل لمجلس الدولة على أن يتم نهاية الشهر الحالى عقد اجتماع موسع بمقر رئاسة الجمهورية برئاسة الدكتور أحمد سليمان، مستشار الرئيس للمشروعات لإقرار الكيان الجديد. وأوضح أن الكيان الجديد يعد المالك الفعلى للمشروع على أن يتولى طرح مناقصة عالمية أمام الشركات المتخصصة لاختيار أفضل العروض لإدارة وتنفيذ المشروع دون تملكه، ويتم طرح مزايدة فى نفس الوقت أمام السوق العالمية لتسويق وشراء منتجات المشروع، وذلك بما يعظم القيمة المضافة؛ حيث إنه سيتم إقامة مصنع كبير بالمشروع لاستغلال المواد الناتجة من الرمال السوداء بعد فصلها. وقال إن الكيان الجديد يضم هيئة المواد النووية باعتبارها الجهة التى تقوم بالبحث والتنقيب عن مثل تلك الخامات، إضافة إلى كونها صاحبة الدراسة العالمية التى قامت بها إحدى الشركات الأسترالية عن الخام بمنطقة البرلس، إلى جانب محافظة كفر الشيخ المالكة للأرض التى يقع فيها المشروع، مشيرًا إلى أن دعم التنسيق بين الهيئة والمحافظة لنجاح أول مشروع من نوعه لاستغلال الرمال السوداء، لا سيما الجهد الكبير الذى قام به المهندس سعد الحسينى، محافظ كفر الشيخ. وأكد إمام أن دراسات الجدوى أوضحت أن التكلفة الاستثمارية للمشروع 125 مليون دولار وله جدوى اقتصادية كبيرة يبلغ العائد المستهدف 22%. يذكر أن الرمال السوداء توجد بمنطقة سواحل الدلتا وشبة جزيرة سيناء، وذلك في 11 منطقة بين أدكو ورفح، كما تتمتع الرمال السوداء بعدة معادن هامة للصناعة مثل التيتانيوم الذي يستخرج منه كل من الألمنيت ولألمنيت عالي الجودة والروتيل؛ حيث يتم استخدامهما في صناعة البويات والدهانات والبلاستيك والمطاط وأنواع الحبر والمنسوجات وبلاط السيراميك، هذا إلى جانب المعادن المشعة مثل المونازيت.