يعد معرض القاهرة الدولى للكتاب ملتقى ثقافيا وحضاريا يجمع محبى الثقافة والمعرفة من كل مكان، فرغم وجود العديد من الجنسيات من الدول العربية والإسلامية داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الحالية؛ لكن أكثر ما يجذبك هو الحضور المكثف للطلاب من جنوب شرق أسيا الدارسين فى الجامعات المصرية، فقد كانوا الأكثر انتشارا بين زوار المعرض لدرجة ملفتة للجميع، تكسو وجوههم رضا وفرحة محبة المعرفة فى ضيافة العرس الثقافى الذى تشهده مصر فى معرض الكتاب. "الحرية والعدالة" اقتربت من هؤلاء الرواد والتقت بهم للتعرف على أسباب زيارتهم لمعرض القاهرة الدولى للكتاب. "محمد حاذق" من ماليزيا يدرس فى جامعة الطب بجامعة الزقازيق فى الفرقة الأولى، وبصحبته مجموعة من الأصدقاء الماليزيين، جاء المعرض لشراء الكتب الطبية والكتب الإسلامية، ومن خلال عناوين الكتب التى اشتروها تدرك مدى حرصهم واهتمامهم بشئون وقضايا الأمة وهموم الأمة الإسلامية، فمن أهم الكتب التى حصلوا عليها من المعرض كتاب بعنوان "أزمة الإسلام"، و"الإسلام والمسيحية" باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى كتاب بعنوان "الموطأ" للإمام مالك. يقول حاذق عن سبب زيارته لمعرض الكتاب "جئت لزيارة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى مصر، لأنه فرصة لاقتناء بعض الكتب الدينية والطبية، فأسعار الكتب الدينية فى المعرض منخفضة بالمقارنة بأسعار الكتب الإسلامية فى ماليزيا، حيث تأتى إلينا من دول مختلفة فتكون مرتفعة الثمن". وفى ساحة مسجد المعرض تقابلنا مع "آيو مبارك"، وهى طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية، فتقول عن زيارتها: إنها تعتاد زيارة معرض القاهرة للكتاب منذ السنة الأولى لها فى الكلية، ولكنها لم تزره فى عام الثورة، حيث سافرت إلى إندونيسيا، وتضيف قائلة: جئت أنا وزوجى لنشاهد ونتعرف على الكتب، خصوصا كتب الشرق الإسلامى، فكثير من الكتب الإسلامية توجد هنا لأن مصر بلد الأزهر الشريف، والاختيار صعب؛ لأن الكتب متنوعة ورائعة، فضلا عن توافر الكتب وتنوعها بأسعار مختلفة، مقارنة بالأسعار فى بلدنا إندونيسيا، لا سيما الكتب الإسلامية. وتضيف قائلة إنها تستغل وجودها هى وزوجها فى المعرض لاقتناء الكتب الإسلامية لوالدة زوجها، فوالدة زوجى لديها مدرسة إسلامية فى إندونيسيا، ولكن ينقصها الكتب الدراسية، ولذلك فإن زوجى حريص على شراء بعض الكتب لوالدته. أما "فرحة شريف"، وهى طالبة فى الفرقة الأولى فقد جاءت أيضا لزيارة المعرض بصحبة صديقتها للمعرض لاقتناء الكتب الإسلامية، حيث ترى المعرض فرصة للحصول على الكتب الإسلامية بسعر منخفض. من جانبها "نور فايزة بنت إسماعيل" من ماليزيا تدرس فى كلية طب جامعة الزقازيق تقول: اشتريت السيرة النبوية باللغة الإنجليزية، وكتاب نساء من الزهراء ورجال من المريخ باللغة الإنجليزية، وشرح ابن عقيل، أما قصص الأنبياء فقد اشترتها باللغة العربية لتنمية اللغة العربية؛ لأنها فى الفرقة الأولى ولم تتمكن من اللغة العربية بعد. وتكمل نور: اشتريت أيضا قاموسا للعلوم الطبية، وتصف المعرض بأنه رائع جدا، فهى وجدت الكتب التى كانت تبحث عنها فى ماليزيا فى معرض الكتاب وبأسعار رخيصة. أما د. آسيا مكاوى من السودان الشقيقة، أستاذة إدارة فى جامعة الأحفاد للبنات فى السودان، تقول: هذه هى المرة السابعة على التوالى أحضر فيها معرض الكتاب الدولى الخاص بمصر، وأكثر ما يميز المعرض هذه السنة أنه ملىء بالكتب الحديثة، وحريص على توافر الكتب التعليمية لكل المجالات، وقد استطاع الكتاب مجاراة الساعة فى الثورات والأحداث فى الدول العربية. وتضيف أن مركز الشرق الأوسط للمعلومات يرسلون إليها عناوين الكتب غير المتوافرة لكى تشتريها، وهى تحرص على وجود بعض التخصصات فى مكتبتها، مثل كتب طب وصيدلة وعلوم إدارية وعلم نفس ورياضة وتنمية اجتماعية. وتقول د. آسيا: أما على المستوى الشخصى فقد اشتريت كتبا عن الدولة العباسية، وعمر بن الخطاب؛ لأننى شاهدت مسلسل ابن الخطاب، ووجدت الأسس الإدارية كلها كان يطبقها عمر بن الخطاب، والغرب استفادوا منها، ونحن العرب لم نستفد بعد، وأيضا كتبا عن المرأة والتحديات التى تواجهها، وكتاب عن ثورة الشباب فى مصر، وكتاب عن التفاوض، وكتاب التنمية الريفية وتنمية المجتمعات، وكتاب ماذا بعد القذافى، ولكن ما يزعجبنى أن هذا المعرض ال44 وما زالت المبانى قديمة، فى حين كان يدخل لهم ربح عظيم من معرض الكتاب، فأين ذهبت هذه النقود؟ وفى السياق نفسه، تقول فرحة شريف من ماليزيا، تدرس أصول دين فى جامعة الأزهر، وكانت تبحث عن الثقافة والعلوم الخاصة بكليتها: اشتريت كتبا كثيرة فى الثقافة وكتبا دراسية وكتبا علمية، مثل كتب التفسير والحديث وكتب علم النفس؛ لأننا نريد التعرف على أنفسنا أكثر وتنميتها أكثر، وعندنا حب للمعرفة.