صدر -منذ أيام- كتاب جديد للصحفى عامر شماخ بعنوان: «القاضى المرشد حسن الهضيبى.. أسد الدعوة وحارسها»، ترجم فيه الكاتب لتلك الشخصية الفذة التى تولت قيادة جماعة الإخوان المسلمين فى فترة هى أصعب فتراتها التاريخية، فقام بدور الربان الماهر الصامد أمام الرياح العاتية والأعاصير الهوجاء حتى نجت سفينة الجماعة من الغرق. تناول شماخ سيرة الهضيبى من قبل أن يتعرف على جماعة الإخوان المسلمين وحتى وفاته -رحمه الله- فى نوفمبر 1973، عن عمر يناهز الثانية والثمانين عامًا، وتطرق إلى الأزمات التى مرت بها الجماعة إبان رئاسة الهضيبى لها. وقد جاء الكتاب فى سبعة فصول، ومجموعة ملاحق، حيث تناول الفصل الأول: من هو حسن الهضيبى؟ شمل التعريف به، وحديثه هو عن حياته الباكرة، منذ أن كان طفلا صغيرًا فى قريته عرب الصوالحة، حتى صار محاميًّا، ثم قاضيًا معروفًا. وفى الفصل الثانى: نتعرف على الهضيبى والإخوان، حيث ذكر الكاتب علاقة الهضيبى القديمة بالجماعة وبمؤسسها حسن البنا، ثم كيف تم اختياره مرشدًا عامًا للإخوان، وعلاقته بالنظام الخاص، وكيف عالج الفتن التى طرأت على السطح فيما بعد. ويتناول الفصل الثالث: الهضيبى والثورة، والمقصود به علاقة الهضيبى -بعدما أصبح مرشدًا عامًا- بقادة انقلاب يوليو 1952م، ورأيه فى هذا الانقلاب، ثم نشأة الخلافات بينه وبين العسكر، وتطورها إلى حد عنيف، حتى يقوم الإخوان بإخفائه خوفًا على حياته، ثم القبض عليه وإيداعه السجن. بعد ذلك يتحدث الكتاب -فى الفصل الرابع- عن فترة سجن حسن الهضيبى، وكيف تمت عملية القبض عليه، ومحاكمته، ومواقف من حياته فى السجن بين إخوانه تنبئ بالعزة والاستعلاء بالإيمان. ثم جاء الفصل الخامس تحت عنوان: عائلة على خطى ربها، ففيه ذِكر عن عائلة الهضيبى الصغيرة وآل بيته، وكيف حملهم على حب دعوة الإخوان المسلمين واحترامها، ومواقف رائعة لزوجه الكريم التى ساندته فى كل لحظة من لحظات حياته. وفى الفصل السادس يورد المؤلف رسائل الهضيبى إلى الإخوان، وهى مجموعة رسائل بعث بها إلى الإخوان، فى مناسبات مختلفة، على غرار ما كان يفعل الإمام الشهيد حسن البنا، وفيها يبدو نقاء فكر الرجل، وسعة أفقه، وحسن فهمه للدين والدعوة. أما الفصل السابع: فهو أسد الدعوة فى عيون الآخرين، وهو مجموعة مقالات لشخصيات إخوانية وغير إخوانية، عاصرت الرجل وعايشته، تتحدث عن سماته وصفاته، وفضله على الجماعة، وعن نوادره ومواقفه الرائعة. وأخيرا أثبت المؤلف فى ملاحق الكتاب رسائله إلى المسئولين، وبيانات الجماعة التى وقّعها باسمه وجاءت فى مناسبات أو أحداث بعينها.