تضمن خطاب الرئيس محمد مرسى -الذى وجهه إلى الشعب المصرى، مساء الأحد، عقب تصاعد أحداث العنف الدامية وأعمال الفوضى والتخريب بالبلاد- 10 رسائل أساسية، مازجت بين اتخاذ إجراءات استثنائية مؤقتة كفرض حالة الطوارئ، وحظر التجول فى محافظات القناة الثلاث، والتأكيد على احترام القضاء، ودولة القانون، والديمقراطية، وحرية التظاهر السلمى، والالتزام باستكمال مطالب الثورة. وغلب على الخطاب الذى استمر 11 دقيقة و35 ثانية لغة الحسم والحزم على قدر يعادل خطورة الموقف وتدهور المشهد من إسالة الدماء وتصاعد أعمال العنف والتخريب وترويع الآمنين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وقتل الأبرياء، الذى يعد انحرافا عن سلمية الثورة.. كما غلب على لغة الرئيس وإشاراته حالة الحزن والحداد، وعبر بيديه عن تحذير ووعيد لكل من يهدد أمن الوطن بلا تهاون أو تفريط، كذلك خيم شارة حداد على الشاشة. * كلمة مكثفة بقرارات وإجراءات محددة جاء خطاب الرئيس مركزا ومكثفا، وبلغت عدد كلماته 600 كلمة فقط، متضمنة قرارات واضحة وإجراءات محددة لاحتواء الأزمة وتشخيصها وكيفية التعامل معها، حيث رصد الوقائع على الأرض وتداعياتها الخطيرة للرأى العام، وكيف اقتضت قراره بفرض حالة الطوارئ فى مدن بعينها ولفترة محددة، وتحقيق عاجل للكشف عن المجرمين والثورة المضادة. * الدعوة لحوار وطنى بأجندة وآليات محددة وعلى التوازى مع احتواء الموقف الأمنى والعنف المتصاعد بخطوات عملية، قدم الرئيس مبادرة محددة للحوار الوطنى مفصلة ببيان رئاسى أعقب كلمته دعا فيها بالأسماء رموزا سياسية ووطنية وأحزابا لحوار يتم وفق أجندة وآليات ومحاور محددة ومحل توافق، وذكر البيان بالاسم قيادات وأحزاب جبهة الإنقاذ الوطنى، معتبرا الحوار سبيلا وحيدا للاستقرار والأمان. * إدانة الانحراف عن سلمية الثورة شدد الرئيس على إدانة أى انحراف عن سلمية الثورة، واصفا القتل والتخريب والعنف والاعتداء على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة بأنه لا يمت للثورة بصلة، بل خروج عليها وتجسيد للثورة المضادة، وأكد أنه لن يتهاون فى اتخاذ جميع الإجراءات بما فيها الاستثنائية؛ لوقف إراقة دماء المصريين وتقديم الجناة للعدالة بأقصى سرعة وفقا للقانون، وأنه يتابع ذلك بنفسه على مدار الساعة. وفرق الرئيس بوضوح بين التعبير السلمى عن الرأى وبين العنف والاعتداء الآثم. * الحزم لحفظ أمن المواطنين أكد الرئيس فى خطابه أن جميع الإجراءات والقرارات التى اتخذها جاءت لحماية أمن جميع المواطنين، بعد أن عاشت مصر فى الأيام الماضية أوقاتا حرجة سالت فيها دماء غالية أدت لسقوط شهداء وجرحى بأيد آثمة معتدية. وأصدر الرئيس تعليمات لرجال وزارة الداخلية بكل وضوح بالتعامل بمنتهى الحزم والقوة مع مَن يعتدى على أمان المواطنين وأرواحهم ومنشآت الدولة والممتلكات وترويع الناس، ولا مجال للتردد فى ذلك، ليعلم الجميع أن مؤسسات الدولة قادرة على حماية الوطن وأبنائه ومؤسساته جميعها. * إجراءات استثنائية مؤقتة حقنا للدماء أوضح الرئيس أنه ضد أى إجراءات استثنائية، ولكنه اضطر لاتخاذها حقنا للدماء وحفظا للأمن ضد مثيرى الشغب والخارجين على القانون، وحماية للمواطنين، مقررا بعد الاطلاع على الدستور أولا إعلان حالة الطوارئ فى نطاق محافظات محددة تشهد حالة من الانفلات الأمنى، والقتل العشوائى فى بورسعيد والسويس والإسماعلية، وذلك لمدة 30 يوما. وشدد الرئيس على أنه لن يتردد فى اتخاذ إجراءات أخرى أكثر قوة من ذلك من أجل مصلحة مصر لكون هذا واجبه ولن يتردد فيه لحظة. * تعرية الثورة المضادة صنف الرئيس العنف والاعتداءات الممنهجة وقطع الطرق واستخدام السلاح بأنها تكشف الوجه القبيح للثورة المضادة، وأنها سلوكيات غريبة عن طبيعة المصريين وثورتهم التى أبهرت العالم بسلميتها ونقائها الكامل فى جميع مراحل الثورة وفى أثنائها والمرحلة التى تلتها، كاشفة عن عبقرية الشعب المصرى ومخزونه الحضارى والتاريخى وطبيعته السلمية المتحضرة. * تقدير مدن القناة الباسلة وكفاحها الوطنى قدم الرئيس تعزية خاصة لأهالى بورسعيد الباسلة والسويس الصامدة، مثمنا دورهم كقادة لكفاح المصريين ونضالهم ضد المحتلين، وحماية مصر وحدودها وعمقها الإستراتيجى فى أيام صعبة، وصمودهم فى مواجهة الاعتداءات الغاشمة وقدموا دروبا من الوطنية والتضحية والفداء.. كذلك قدم الرئيس العزاء لكل المصريين فى مصابهم الحزين بسبب جريمة إزهاق أرواح أبناء الشعب المصرى من المدنيين والشرطة داعيا للمصابين بالمعافاة والشفاء. * احترام القضاء ودولة القانون أكد الرئيس وجوب احترام أحكام القضاء من الجميع، فهى ليست موجهة ضد فئة بعينها وليست منحازة لأى فئة أخرى، مشددا على أن حماية الوطن مسئولية الجميع، وأنه سيواجه أى تهديد لأمنه بقوة وحسم فى ظل دولة القانون، أى أنه لن تضار بأية حال الحقوق والحريات العامة. وأشار الرئيس إلى أن حق الحرية والأمن وحقوق المواطن واحدة فى إطار منظومة شاملة توازن بينها وتكفلها للجميع دون انفصال. * إدانة المدافعين عن العنف دان الرئيس والشعب ورفضا العنف ومَن يدافع عنه أو يسكت عن إدانته، ومن يمارس العنف لا علاقة له بالثورة، والثائرون أنفسهم يرفضونه. * تثمين دور الداخلية والجيش وبيّن الخطاب أهمية دور الشرطة والقوات المسلحة فى حفظ الأمن وما بذلوه من جهود فى الدفاع عن المواطنين وعن مؤسسات الدولة، واستمرار هذا الدور المهم بهذا التوقيت الحرج، وحيا القوات المسلحة على التنفيذ الفورى لما أصدره من تكليفات إليهم بشأن المساهمة الفعالة فى حفظ أمن الوطن وتأمين منشآته.