قال الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أن الأيام الماضية شهدت أوقات حرجة سالت فيها دماء مصرية وتعرضت فيها منشآت عامة وخاصة لاعتداءات آثمة تسترت وراء التظاهرات التي خرج فيها بعض أبناء مصر معبرين عن رأيهم بسلمية في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، لافتاً إلى انحراف تلك التظاهرات عن سلمية الثورة وسقوط شهداء وجرحى خلالها بأيدي آثمة تسيء للوطن وتعتدي على أمن المواطنين، متوجها بالعزاء لكل المصريين في الأرواح التي أزهقت من أبناء الشعب المصري من المدنيين والشرطة داعيا الله للمصابين بالمعافاة والشفاء، وخص بالتعزية أهالي بورسعيد والسويس الذين قادوا كفاح المصريين في سنين صعبة، وتكسرت معلى صخرة صمودهم اعتداءات غاشمة والذين علموا الدنيا دروبا من الوطنية والتضحية والفداء. وأضاف خلال كلمة ألقاها جراء أحداث العنف أن إحكام القضاء واجبة الاحترام لأنها ليست موجهة لفئة بعينها ولا منحازة لفئة أخرى وان التفرقة يجب أن تكون واضحة بين التعبير السلمي عن الرأي والعنف والاعتداء على حياة وممتلكات الشعب، مؤكدا أن حماية الشعب وحقوقه واجب عليه، وان حق المواطن في الحرية لا ينفصل عن حقه في الأمن والأمان، وان ما شهدته مصر من أعمال عنف واعتداء وترويع المواطنين وقطع الطرق وإيقاف المواصلات، واستخدام السلاح ممارسات غريبة على الشعب المصري وثورته السلمية العظيمة، و خروج على القانون وعلى الثورة، وان تلك هي الثورة المضادة، مؤكدا أن الشعب يرفض تلك الأفعال ويرفض من يدافعون عنها او يسكتون عن إدانتها ، متعهدا بحماية الوطن ومواجهة أي تهديد لأمنه بقوة وحسم في ظل دولة القانون.
وتوجه لرجال الشرطة بالشكر على جهودهم التي بذلوها في الدفاع عن المواطنين ومؤسسات الدولة، والقوات المسلحة على تنفيذ التكليفات الفوري لحفظ أمن الوطن وتأمين منشآته، وانه يتابع الإجراءات القانونية التي تقضي بتقديم المجرمين للعدالة، واصدر تعليمات لوزارة الداخلية بالتعامل بمنتهى الحزم والقوة على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، ولا مجال لتردد في ذلك، وان مؤسسات الدولة قادرة على حماية الوطن، وانه أكد من قبل انه ضد أي إجراءات استثنائية.
وانه حقنا للدماء وحفظا للأمن ضد مثيري للشغب قرر بعد الاطلاع على الدستور إعلان حالة الطوارئ في بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة 30 يوم من منتصف الليلة وحظر التجول طوال مدة إعلان حالة الطوارئ من التاسعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، مؤكدا أنه إذا رأى الوطن يتعرض لخطر سيضطر لفعل أكثر من ذلك من اجل مصلحة مصر، ولن يتردد فيه لحظة ، وأنه لا بديل عن الحوار، داعيا قادة ورموز القوى السياسية للحوار غدا حول الموقف الراهن وتحديد محاور وآليات الحوار.
وأكد مرسي انه لا رجعة عن الحرية وحقوق المواطنة وإعمال القانون والعدالة الاجتماعية التي أسست لها الثورة، وكله ثقة أن المستقبل سيحمل لمصر كل تقدم وازدهار يستحقه هذا الوطن وأهله من الخير الكثير، وان المصريون ماضون في ذلك والى ذلك.