آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه وألف آه على بلدنا، وعلى ما يجرى فيه من أمور تدع الحليم حيران. فى مذكراته التى تنشرها جريدة الحياة اللندنية- السعودية للواء محمد حمدون مساعد الوزير لقطاع السجون سابقا يروى أن العميد باسم لطفى رئيس حراسة حبيب العادلى وزير "السلخانة" السابق فى عصر المخلوع قد توجه إليه بعد أن اطمأن على دخول "ولى نعمته" إلى الزنزانة سائلا عن "الجاكوزى لمعالى الوزير" جاكوزى يا ولاد (...) وفين؟ فى الزنزانة. الغريب أن اللواء محمد حمدون -رئيس قطاع السجون- استغرب واعتقد أن الأمر مزحة أو نكتة، لكنه نظر إلى الرجل فبدت على رئيس حراسة وزير السلخانة علامات الجدية، يعنى أن الرجل بالفعل يطلب لولى نعمته "واحد جاكوزى" وصلحه على حساب صاحب المحل. اللواء حمدون يحكى عن مشاهد التحول التى لم يتوقع أن يراها فى حياته عن هؤلاء المساجين الذين دخلوا السجون وسط حراسة وفى أيديهم الهواتف المحمولة، وقد جهزت زنازينهم بما يرغبون ويريدون. لكن نعود إلى طلب صاحبنا بتوفير جاكوزى لوزير السلخانة السابق، لنعرف كيف يفكر هؤلاء، كيف يتصرفون؟ وكيف أن البلد كان عزبة حقيقية لهم جميعا، لدرجة أنه لم يستح من طلب كهذا، ولم يستح وهذا أمر على ما يبدو كان معمولا به فى السجون الخاصة بكبار المجرمين الذين اضطر النظام إلى إدخالهم السجون لرفع الحرج عنه ولإثبات أنه ضد الفساد. فى سجون ما بعد الثورة يعامل هؤلاء معاملة خمسة نجوم، تليفزيونات وتليفونات ومطاعم وأطعمة خاصة وملابس خاصة وترفيه خاص، وكأن الثورة قامت لتحدث تغييرا جذريا فى السجون وليس على مستوى المواطن العادى. فى سجون ما بعد الثورة يدخل علية القوم السجن برفقة الحارس الشخصى، ومعه وفد من أنصاره وكأنما يزف فى ليلة عرس، وليس متهما كبقية المتهمين. صحيح أن الاهتمام بالسجون أمر مطلوب ومرغوب ولكن ليس إلى درجة التمييز التى يتحدث عنها رئيس قطاع السجون السابق. وصحيح أننا مع عدم إهانة السجين فيكفيه سجنه وفقده حريته، ولكن أن يتحول السجن إلى ناد يلتقى فيه كبار المساجين ويتآمرون فيه على الوطن- فهذا أمر غير مقبول ويحتاج إلى إعادة نظر بالكامل. وإذا كان التمييز خارج السجن مريرا، فإنه خلف القضبان أشد مرارة، خصوصا حين يتمتع الكبار بكل شىء حتى فى الزنازين. ----------------------- د. حمزة زوبع [email protected]