قال الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: "المنظمة هي صوت الأمة الإسلامية وإجماع الدول الأعضاء مصدر وحدتها، وفي هاتين النقطتين تكمن مواطن القوة والضعف، ومدى النجاح في مسيرة الإصلاح، الأمر الذي يحتاج إلى صبر ووقت وجلد كبير". وأضاف- في محاضرة ألقاها الليلة الماضية بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية بجدة، تحت عنوان (إنجازات منظمة التعاون الإسلامي والتحديات المستقبلية التي تواجهها)، "إن إصلاح المنظمة من الداخل كان أحد الوسائل التي دفعت باتجاه تحقيق عناصر النجاح، بالإضافة إلى برنامج العمل العشري الذي وضع لائحة الأهداف للمنظمة في قمة مكة عام 2005، وتعزيز مكانة المنظمة دوليا، من خلال تبني القيم العالمية التي باتت جزءا من أهداف ومواثيق المنظمة كي تظل داخل السياق العالمي". وتناول الأمين العام للمنظمة جوانب النجاح والإنجاز التي أثمرت عنها ثماني سنوات من توليه منصب الأمين العام، مستهلا حديثه بالخطة العشرية التي وصفها بعض الحضور بأنها "ميلاد جديد للمنظمة". وأشار أوغلى إلى الإنجازات في مجالات حقوق الإنسان من خلال إنشاء الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تمكين المرأة في المنظمة عبر إعلان وثيقة المرأة التي أقرتها الدول الأعضاء، وقرار إنشاء منظمة تنمية المرأة التي سيكون مقرها القاهرة. ولفت إلى إنشاء إدارة الشئون الإنسانية عقب كارثة تسونامي، والتي أوجدت آلية دائمة في المنظمة لمواجهة الكوارث الإنسانية، الطبيعية والبشرية في العالم الإسلامي الذي يعد أحد أكثر المناطق تعرضا للكوارث. وفي المجال الاقتصادي، أوضح أكمل الدين إحسان أوغلى أن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى أن المنظمة نجحت في رفع نسبة التبادل التجاري بيني الدول الأعضاء إلى 18% بعد أن كانت لا تتجاوز نسبة ال 14% في عام 2004، لافتا إلى أنه في حال أقرت الدول الأعضاء الاتفاقيات التجارية التي وضعتها المنظمة خلال السنوات القليلة الماضية، فإن نسبة التبادل التجاري سوف تتجاوز ال 20% التي وضعت هدفا في الخطة العشرية بحلول عام 2015. وبين الأمين العام للمنظمة جهوده في حث الدول على رفع نسبة ما تخصصه في مجالات البحث العلمي إلى 1% كي يتسنى للمجموعة الإسلامية أن تقف في مصاف دول العالم الثاني، وكي تتمكن الشعوب الإسلامية من الوصول إلى نهضة علمية ومن ثم اقتصادية وتنموية حقيقية نابعة من الداخل. وتطرق إحسان أوغلى إلى قضية الإسلاموفوبيا (كراهية الاسلام)، محذرا من عملية الخلط في تناول هذه المسألة، عبر اتهامات مغلوطة بين الطرفين، ملقيا باللائمة على المتطرفين في الجانبين الغربي والإسلامي. وأشار إلى أن فيلم (براءة المسلمين) البذيء صدر عن مجموعة من الأشخاص، لا يمثلون الولاياتالمتحدة، لا رسميا أو شعبيا)، مضيفا أنه وعلى هذا الأساس لا يمكن تعميم الاتهام في الإساءة إلى الإسلام على جميع الأمريكيين، وقال إنه وفي الوقت نفسه لا يمكن اتهام جميع المسلمين بالمسؤولية عن أحداث العنف التي أعقبت وضع الفيلم على الإنترنت. وشدد على أنه لا يمكن للمنظمة استصدار قرار من الأممالمتحدة يحرم أو يجرم هذه الأعمال، لافتا إلى أن الأممالمتحدة ليست برلمانا تشريعيا، ومطالبا، في الوقت نفسه، بضرورة اللجوء إلى ما يمكن تحقيقه في هذا المجال، وإنفاذه في أرض الواقع ، وختم محاضرته بقوله (إن أردت أن تطاع فاطلب المستطاع). وفي ختام المحاضرة، قدم المركز هدية تذكارية لإحسان أوغلى تكريما له على دوره الكبير في خدمة الأمة الإسلامية.