اعتبرت صحيفة الدستور الأردنية أن تنفيذ قرارات مؤتمر جنيف كما أعلنها المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تمثل الفرصة الأخيرة قبل أن تدخل البلاد إلى ما وصفتها بمرحلة "الصوملة" وتجر المنطقة كلها إلى المجهول. ونبهت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم "الأحد" إلى أن الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة اللاعودة، مشيرة إلى أنه ليس أمام الطرفين" المعارضة والنظام إلا قبول تلك المقترحات والتعامل معها بجدية والكف عن المناورة بعد أن ثبت استحالة حسم القضية عسكريا. وقالت الصحيفة إنه لا سبيل أمام المعارضة والنظام السوري إلا القبول بمرحلة انتقالية تشرف عليها حكومة قادرة على إدارة البلاد وتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية تطوي الصفحة المؤلمة في تاريخ القطر الشقيق وتطوي صفحة الدولة الشمولية والحزب القائم وتقيم دولة مدنية حديثة قوامها الحرية والعدالة والمساواة والكرامة والانتخابات الحرة النزيهة وتداول السلطة احتكاما لصناديق الاقتراع. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة السورية وقبلها الليبية أثبتت فشل الاحتكام للحلول العسكرية والأمنية، وأنه لا سبيل أمام الحكام إلا احترام إرادة الشعوب في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة، مؤكدة أن الأسلوب الأمثل لتحقيق الوفاق الوطني وتجنيب البلاد والعباد المزالق الخطرة هو الحوار. وأضافت الصحيفة "إن المعارضة والنظام السوري مدعوان لوقفة مراجعة عميقة ليريا إبعاد المأساة الكبرى التي حلت بالوطن والشعب الشقيق بعد أن تحولت الأحداث إلى "حرب أهلية قذرة" تدمر كل شيء بما فيها التاريخ الذي صنعه الأجداد قبل آلاف السنين ليكون شاهدا على عظمة هذه البلاد ودورها المشرق. وأشارت الصحيفة إلى أن كافة المعطيات تؤكد أنه لا حسم عسكريًّا للأزمة السورية، وأن كلا الطرفين ليس بقادر على تحقيق الانتصار، وأنه لا سبيل لحل الأزمة ووقف شلال الدم المتدفق في أرض الشام إلا بالقبول بقرارات جنيف التي أعلنها الإبراهيمي كسبيل وحيد لحماية سوريا الوطن والشعب من "الحرب الأهلية القذرة"، ومن التقسيم وحماية المنطقة كلها من انفجار قادم.