قال د. محمد بديع ،المرشد العام للإخوان المسلمين، إن الأمة الإسلامية تمرُّ بمرحلةٍ فاصلة في حياتها ترسم من خلالها نهضتها ومستقبلها، وتحدِّد مكانتها بين الأمم، وترسم معالم الهوية الإسلامية التي يجب أن تكون قاطرة للعالم لتخلصه من آلامه وشقائه، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وجوره واستبداده وطغيانه، وتوقف نزيف الدم الذي لم ينقطع. وأشار إلى أن السبب في ذلك هو سياسة الكيل بمكيالين، والتمييز العنصري المقيت، والصراع على المصالح والاستيلاء على مناطق النفوذ، وأماكن الثروات والكنوز البترولية والمعدنية والزراعية وغيرها؛ حيث إن الإنسان قد وضع نظامًا من عنده يتحكم في غيره من البشر لتحقيق مصالح ضيِّقة.. وأوضح المرشد العام ، فى رسالته الأسبوعية اليوم الخميس، أن الإسلام حين يُطهِّر العالم من هذا الفساد فإنه ينشر على البشر راية العدل والرحمة والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية دون تفرقة بين البشر لا بجنس ولا لون ولا طبقة ولا دين؛ فالكل أمامه سواء؛ لأن الذي أنزله هو خالق البشر جميعًا، (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ) (تبارك: 14). ودعا المرشد العام إلى ترشيد الإنفاق والاقتصاد في المعيشة "لبناء الأمة اقتصاديًا" وذلك في وقت تشهد فيه مصر وضعًا اقتصاديًا متدهورًا. وقال بديع، إن "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزء من النبوّة"، معتبرًا أن المُقتصد لا يحتاج إلى أحد، داعياً إلى الاقتصاد في المعيشة من أجل بناء الأمة اقتصادياً. وأضاف أن "الأمة الإسلامية تمر بمرحلة فاصلة في حياتها ترسم من خلالها نهضتها ومستقبلها، وتحدِّد مكانتها بين الأمم، وترسم معالم الهوية الإسلامية التي يجب أن تكون قاطرة للعالم لتخلصه من آلامه وشقائه، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وجوره واستبداده وطغيانه، وتوقف نزيف الدم الذي لم ينقطع". وأرجع المرشد العام أسباب الآلام والشقاء في العالم إلى "سياسة الكيل بمكيالين، والتمييز العنصري المقيت، والصراع على المصالح والاستيلاء على مناطق النفوذ، وأماكن الثروات والكنوز البترولية والمعدنية والزراعية وغيرها؛ حيث إن الإنسان قد وضع نظاماً من عنده يتحكم في غيره من البشر لتحقيق مصالح ضيقة". في السياق، دعا المرشد العام إلى العمل وعدم الوقوف موقف المتفرج الذي يلقي بالعمل على الارتقاء بالأمة والنهوض بالدولة وأجهزتها. وحذّر مما سمّاه "استمرار ثقافة البلد بلدهم" التي كانت وقت النظام البائد تدفع إلى السلبية وعدم الولاء أو الانتماء"، منبهاً إلى ضرورة "أن تنطلق كل الطاقات في عصر الحرية والولاء والانتماء لمصر الثورة ولمشروعها العظيم، وعلينا الآن أن نملك زمام المبادرة، ويتقدم كل مواطن بما يملك وبما يستطيع من عمل صالح ينفع الناس ويعود عليهم بالخير، ومن لا يستطيع ذلك فليحثّ غيره على العمل والمساهمة في البناء". ووجَّه المرشد العام بنهاية رسالته الأسبوعية، رسالة خاصة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين حثهم فيها على عدم اليأس من أخلاق المسلمين لأن "حقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد، ولايزال في الوقت متسع، ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفاً طول حياته، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين".