قرر الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعيين "تشاك هاجل" وزيرا جديدا للدفاع وسط معارضة عارمة من الجمهوريين الذين لوحوا بمعركة حامية رغم انتمائه للحزب الجمهورى، وهو ما أرجعه البعض إلى أن الكثير من آرائه تتعارض مع مصالح "إسرائيل" ومناصريها. ورغم أن هاجل ينتمى للحزب الجمهورى إلا أن أبرز قياداته تأخذ عليه عدم إبداء دعم ثابت لإسرائيل والاعتراض على العقوبات المفروضة على طهران ما ينذر بمعركة من أجل تثبيت تعيينه. وقال السناتور الجمهورى البارز "ليندسى جراهام" لشبكة "سى.إن.إن": إن هاجل "سيكون وزير الدفاع الأكثر عداء لإسرائيل فى تاريخ الولاياتالمتحدة"، معتبرا أن اختياره "خيار مثير للجدل". وأضاف: "لم يقل فقط إنه يجب التفاوض مباشرة مع إيران وإن العقوبات لا تعطى نتيجة، إنما قال أيضا: إن إسرائيل يجب أن تتفاوض مع حماس، وهى منظمة إرهابية تطلق آلاف الصواريخ على إسرائيل". كان هاجل قد أكد فى نوفمبر 2010 خلال منتدى حول قضية إيران أنه لن يذهب أبدا إلى حرب ضدها، رافضا فكرة أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وفى عام 2006 أوضح أن "ضربة عسكرية ضد إيران كاختيار عسكرى ليس خيارا قابلا للحياة". ووصفت صحيفة "جارديان" البريطانية هاجل بأنه "من القلائل فى واشنطن الذين لا يبدو أنهم قبلوا المبدأ الذى مر عليه قرن، الذى يقول إنه "حتى تدافع الولاياتالمتحدة عن نفسها فإن عليها أن تتدخل فى كل مكان فى العالم". وأكدت الصحيفة أن هاجل يسعى لقول كلمة حق عند السلطة، لكن السلطة لا تستمتع بهذه الكلمة؛ لذلك فإن ترشيحه يواجه مشكلات حتى قبل الإعلان عنه، مشيرة إلى أن أحد الأسباب وراء الانتقادات ضد هاجل هو وصفه ميزانية البنتاجون بأنها "منتفخة". وبالنسبة لسوريا امتدح هاجل موقف أوباما من الثورة فى سوريا، قائلا فى مقابلة صحفية: "أعتقد أن الرئيس يلعب هذا بشكل صحيح تماما، لا نستطيع أن نكون سن الرمح تحت أى ظرف من الظروف، هذه ليست ليبيا، وحتى ليبيا كان هناك تحالف... إن كان هناك بعض التدخل العسكرى، فإنه يجب أن يأتى من المنطقة، جامعة الدول العربية.. لا أعتقد أنه يمكن أن يكون عنصرا يقوده حلف شمال الأطلسى". هاجل فى سطور ويحمل هاجل خبرات كثيرة ومتميزة كسياسى واقتصادى وأكاديمى؛ فهو أستاذ جامعى بجامعة "جورج تاون" الأمريكية؛ وأحد أعضاء مجلسى إدارة شركة "شيفرون" وشركة "زيورخ" القابضة؛ كما أنه أحد المستشارين لكل من "كورسير كابيتال" و"دويتشه بنك أمريكا"، ومستشار خبير لمعهد "جالوب" للأبحاث. وانتخب هاجل عضوا فى مجلس الشيوخ فى الفترة من (1997-2009) عن ولاية نبراسكا؛ حيث كان عضوا بارزا فى عدة لجان للمجلس مثل لجنة العلاقات الخارجية، والصيرفة، والمخابرات. كما يشغل هاجل منصب استشارى لمجالس إدارات العديد من المؤسسات مثل معهد جورج تاون لدراسة الدبلوماسية، ومشروع الولاياتالمتحدة للشرق الأوسط ومعهد الولاياتالمتحدة لمجموعة العمل المتقدمة للسلام بالشرق الأوسط. ويعتبر ترشيح هاجل علامة على حقبة جديدة من تعامل أوباما فى ولايته الثانية مع الأوضاع فى بلاده، مفلتا نفسه من سيطرة اللوبى اليهودى القوى فى أمريكا، حيث بدأ يتخذ قرارات فى مصلحة بلاده، بعيدا عن ضغوط العملية الانتخابية.