قالت وسائل إعلام غربية: إن صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم فى دول الربيع العربى تطور إيجابى ومُفضّل فى المنطقة، كما أنه يدحض الفزاعات التى كانت النظم الديكتاتورية العربية البائدة تروجوها عن الإسلاميين، وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين التى وصفوها بأنها تمثل "الصورة المعتدلة لسماحة الإسلام". وقال موقع (باور لاين) الأمريكى: إن صعود التيار الإسلامى وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم فى الشرق الأوسط يعتبر بمثابة تطور إيجابى فى المنطقة خاصة أن الرئيس المصرى محمد مرسى -الذى جاء بإرادة شعبية- أظهر قدرات كبيرة منذ توليه سدة الحكم حيث نجح فى إنهاء الصراع الإسرائيلى فى قطاع غزة، كما شعر المصريون خلال فترة توليه الحكم بحقوقهم ومارسوا الديمقراطية التى كانوا محرومين منها خلال عقود. وأضاف: إن ثورات الربيع العربى أتت ثمارها فى تونس ومصر وليبيا واليمن، من خلال إطاحتها بالأنظمة الديكتاتورية وسماحها للإخوان المسلمين بتولى زمام الأمور فى البلاد، كما أن هناك ثورات ما زالت قائمة فى سوريا والعراق تنبئ بصعود الإسلاميين أيضا، فعلى مدى الأسبوعين الماضيين، نظم آلاف المتظاهرين السنِّيين مسيرات حاشدة فى العراق، وأغلقوا الطريق السريع المؤدى إلى سوريا فى محافظة الأنبار العراقية، لإظهار غضبهم من رئيس الوزراء "نورى المالكى" وسياسته القائمة على تهميش السنة والاستيلاء على السلطة. وأوضح الموقع أن ائتلاف الثوار السوريين الذى يغلب عليه التيار الإسلامى يقترب من الوصول لسدة الحكم فى سوريا وفى العراق أيضا، مشيرة إلى أن صعودهم فى أغلب دول الربيع العربى أجبر الولاياتالمتحدة على التعامل معهم نظرا لعدم قطعها العلاقات مع أمريكا. وهذا التطور سيدفع إسرائيل للتكيُّف مع سياسات الإخوان المسلمين الموجودين على جانبين من حدودها، كما أن إيران كذلك سيتعين عليها التكيُّف مع صعود الإخوان المسلمين فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن حليفتها سوريا تعانى الانهيار. ورغم انتقادات اللوبى الإسرائيلى فى الولاياتالمتحدة لسياسات أوباما الداعمة للرئيس مرسى، يرى الرئيس الأمريكى أنه ينبغى له الاعتراف بحقيقة أن الإخوان المسلمين لديها الأغلبية الشعبية فى مصر، وأن الرئيس مرسى هو الزعيم المنتخب بإرادة المصريين، وبالتالى ينبغى للإدارة الأمريكية احترام ديمقراطية الشعب المصرى الذى عانى عقودا طويلة من القمع والتعذيب. وترى الإدارة الأمريكية أن فوز الإخوان المسلمين بمثابة انتصار للديمقراطية فى مصر، نظرا لأن أيديولوجية الجماعة وأعضاءها وقاداتها يُمثّلون صورة معتدلة لسماحة الإسلام، وليس كما يزعم البعض بأن الجماعة تقف على جبهة معاداة الغرب والسامية، ووصفت الإدارة الأمريكية هؤلاء الذين يتوقعون السوء نتيجة دعم الولاياتالمتحدة لجماعة الإخوان المسلمين بأنهم متشائمون وخائبو الظن. كما قالت صحيفة "تودى زمان" التركية: إن التغييرات الجذرية التى حدثت فى العديد من بلدان الشرق الأوسط، وانتقال الحكم من النخب السياسية والعسكرية الموالية للغرب ذات التوجهات الرأسمالية الليبرالية إلى نخب جديدة ذات توجهات دينية، طالما نعتت بالأصولية والتطرف فى اللغة السياسية الأمريكية، جاءت بثمار جيدة على المنطقة برمتها، وخاصة المواطنين الذين أصبح شعورهم بالمسئولية وأهمية أصواتهم فى تحديد مستقبل البلاد كبيرا. وأشارت الصحيفة إلى تغير النبرة الأمريكية فى التعامل معهم، فهذا التحول فى مواقف واشنطن من العداء للتيار الإسلامى إلى الترحيب تضمنته وثيقة نشرها معهد واشنطن للدراسات، وهى تتبنى نظرية نقل النموذج التركى إلى مصر عبر إقامة حكم جديد بالشراكة بين الجيش والإخوان المسلمين، وهى الوصفة التى يجرى اختبارها أيضا فى بلد آخر هو تونس. تجربة حكم النخب الإسلامية تواجه داخل الدول المعنية اختبارات عديدة خصوصا فى المجتمعات التى يتسم تكوينها بالتعدد الدينى والطائفى؛ حيث يشكل صعود الإسلاميين دافعا لإثارة مخاوف وتحفظات كثيرة بالنسبة للأقباط فى مصر، وكذلك لتيارات وقوى اجتماعية لا تتبنى الأطروحات الدينية بمختلف تعبيراتها، وتخشى كثيرا من احتمال فرض قيود على الحياة الاجتماعية والثقافية والحريات الشخصية فى البلاد .