يتساءل كثير من الناس عن سر قوة جماعة الإخوان المسلمين بالرغم من العواصف المتتابعة التى تتعرض لها مؤخرا من قوى المعارضة وحملات التشويه الممنهجة من بعض وسائل الإعلام، وما القواسم المشتركة بين مؤيديها ومناصريها على اختلاف أفهامهم وآرائهم؟ المتابع لجماعة الإخوان المسلمين طوال مسيرتها التاريخية الممتدة لأكثر من 80 عاما يجد أن قوتها دائما تكمن فى حجم مؤيديها ومحبيها ومناصريها من شتى الطبقات الاجتماعية ومختلف الأطياف الفكرية، وليس كما يظن البعض دائرة التنظيم الضيقة التى بالتأكيد لا تتجاوز نسبة التصويت بنعم فى الاستفتاء الأخير. فالإخوان يعملون وفق نظرية التوسع الدائرى من خلال العناية والاهتمام بدوائر الأفراد والأسر والجماعات والأهالى والعشائر والهيئات والمؤسسات والنقابات وذلك من خلال السلوكيات والممارسات والخدمات والبرامج والمشاريع المتنوعة. وتحرص الجماعة على مطالبة من يعمل حولها بما يستطيع تقديمه أيا كان حجمه أو شكله، لا من يريدونه هم، فقد يقدم فرد خدمة ما والآخر صوته الانتخابى والبعض المشاركة فى المظاهرات وهكذا تدور العجلة وتتوسع دائرة التأييد والدعم والمساندة. والإخوان لا يعادون أحدا حتى ولو لم يساندهم أو اتخذ منهم موقفا مضادا طالما أنه يعمل فى نطاق العمل العام الوطنى، ما أسهم فى اتساع قبولهم لدى الشارع وأصبح لديهم قواعد جماهيرية محبة ومؤيدة للمشروع الوسطى. إن إيمان الكثير بالمشروع الإسلامى بغض النظر عن أخطاء بعض أبنائه، يجعلونه غالبا الخيار الأول لهم، لأنهم متيقنون أن هؤلاء عاشوا وسطهم وشعروا بهم وعرفوا احتياجاتهم، وعملوا على مساندتهم فى السراء والضراء دون انتظار الشكر والثواب من أحد. ولعل القواسم المشتركة بين شريحة المؤيدين والمناصرين هى نقطة واحدة فقط، وهى تقدير واحترام جماعة بحجم جماعة الإخوان المسلمين التى ضحت وقدمت الغالى والنفيس من أجل الإصلاح والتغيير والعدالة والتنمية ولا تزال. يمكن القول بأن من يستخدم الأساليب الملتوية والخبيثة فى ضرب جماعة الإخوان فى الشارع المصرى لن ينجح أبدا، لأن التنظيم فى النهاية ما هو إلا وسيلة لتحقيق الأهداف وكسب المؤيدين، فسر قوة الإخوان كما أسلفنا فيمن يقف بجوارها ويسعى إلى مساندتها حتى ولو لم يكن إخوانيا أو فى التنظيم.. فهل من مدكر؟!