للمرة الثانية خلال أسبوعين، قامت جماعات يهودية متطرفة باقتحام مسجد النبي داود التاريخي العريق الواقع في حي آل الدجاني جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، وقامت بخلع وتكسير الواجهات الثلاث التابعة للمسجد والمصنعة من السيراميك والرخام العثماني العريق، الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، علما بأن الاحتلال الإسرائيلي قام بالسيطرة على المسجد وتحويل طابقه الأول إلى كنيس يهودي. ووصف رئيس "مؤسسة الأقصى" المهندس زكي محمد أغبارية، الاعتداء بالجبان، مشيرا إلى أنه ينضوي ضمن سلسلة الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية في القدس بشكل عام، وتلك المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص. كما اعتبر المهندس أغبارية أعمال التخريب أنها مس في العمارة الإسلامية العريقة، خصوصا وأن الرخام الذي تم خلعه وتكسيره يعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية، وطالب أغبارية بإرجاع المسجد إلى أهله وتوظيفه مسجدا إسلاميا خالصا. وأثارت هذه الحادثة غضبا واسعا واستنكارا كبيرا لدى الأوساط التي تعني بالمقدسات الإسلامية، خصوصا وأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على المسجد والمقام. من جانبه هرع وفد من "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إلى المكان، ووقف على رأسه الحاج سامي رزق الله أبو مخ نائب رئيس المؤسسة، والسيد عبد المجيد محمد أغبارية مسئول ملف المقدسات بالمؤسسة، وقام بمعاينة الضرر الذي لحق بالمسجد، واستمع إلى رواية بعض المتواجدين هناك، حيث قالوا إن الاعتداء تم تحت جنح الظلام تاركا خلفه أضرارا جسيمة وانتهاكا واضحا لقدسية المسجد والعمارة الإسلامية. ومن جهتها ناشدت "مؤسسة الأقصى" الحاضر العربي والإسلامي والفلسطيني بأخذ زمام الأمور؛ من أجل الحفاظ على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس بشكل خاص، كونها تعتبر رمزا إسلاميا مهما، ودعت جميع الأطراف المعنية بضرورة العمل على إنقاذ ما تبقى من التراث والعمارة الإسلامية من خطر الطمس الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي. وكانت الهيئة الإسلامية العليا ودائرة الأوقاف والشئون الإسلامية وعائلة آل الدجاني في مدينة القدس أكدت أكثر من مرة أن المسجد وما يتبعه من زوايا ولواوين ومقابر ملحقة به، كلها وقف إسلامي خالص.