أسئلة طفلك الصغير لا تنتهى؟.. يصر على الحصول على إجابة مقنعة؟.. لا يرضى بالإجابات المختصرة المبسطة؟.. لا تستطيعين أن تشبعى فضوله المستمر عن الأشياء والعالم من حوله وكيف يدور؟.. لا تقلقى فبين يديك مشروع باحث صغير ولكنك بحاجة لمن يدلك على الطريق الصحيح لاكتشافه. فالأطفال هم المستقبل الذى تبنى عليه الأمة طموحاتها؛ فهم فلذات الأكباد وأمل الأسرة الذى ينعقد على ما سيحققونه من نجاحات وما سيخرج منهم من مهارات، ولكن مع عدم الاهتمام بالطفل وتشجيعه وبث الثقة فيه لاكتشاف ما لديه من إبداعات تضمر هذه المهارات وتندثر الإبداعات وينطفئ الحماس. تسأل هدى رضا -أم لابن يبلغ من العمر ثمانى سنوات- قائلة: "طفلى لديهاهتمامات كثيرة، وكل من يتعامل معه يقول إنه طفل ذكى وموهوب، فكيف أكتشفالموهبة التى يتمتع بها، وكيف للأسرة والمحيطين به تنميتها؟". وتقول رحاب محمد: ابنى يبلغ السابعة من عمره، ويقوم بفك الأجهزة المعطلة ويعيد تركيبها مرة أخرى دون توجيه من أحد فكيف أتعامل معه لأخرج ما به من إبداعات؟". اكتشاف الموهبة تقول نيفين عبد الله -مديرة مركز أجيال للاستشارات والتدريب-: "الطفل الموهوب يتميز بالشغف بالمعرفة، ولديه القدرة على التعلم الذاتى، وملكات المثقفين، والقدرة على قراءة الواقع والقدرة على حل وتفسير أحداث المجتمع بينما لا يستطيع الآخرون أن يصلوا إلى هذه الطريقة من الرأى، بالإضافة إلى حبه لكل ما هو جديد وقوة ملاحظة عالية وكثيرا ما يطرح الأسئلة التى تدل على ذكائه وتميزه". وتوضح نيفين أن الخطوة الأولى تجاه الطفل الذى يتمتع بهذا القدر من التميز هى أن نعرضه للكثير من المعارف لكى نكتشف موهبته ونحدد مجالها فهناك أطفال لديهم ميل لاكتشاف الحشرات، وآخرون لديهم ميل شديد للجغرافيا، وأطفال لديهم ميل للرياضيات وآخرون لديهم ميل لفهم الأشخاص والتعرف على المشكلات الاجتماعية والعلاقات. وتستكمل قائلة: "أثناء تعاملنا مع أولادنا لا يكون هدفنا أن نكتشف هل هو موهوب أم لا، بل نحاول اكتشاف مجال موهبته، وهذا فرق مذهل فى طريقه التفكير الصحيح، فالله خلقنا وخلق معنا الملكات التى تعيننا على القيام بأدوارنا فى الأرض فكل ميسر لما خلق له، وكل طفل هو مشروع موهبة، والفرق بين الطفل الموهوب وغيره هو درجة الاهتمام والتعرض للخبرات واستثارة الملكات، فالطفل الذى يهتم به أهله ومدرسوه هو الذى تبدو عليه ملكات التفوق والبحث، فموهبة الطفل لا تظهر و(هو قاعد على الكنبة) بل تحتاج للتعرض لعدة مجالات لاكتشافها، وكثير من أطفالنا لديه عبقرية فذة ولا ندرى كيف نعتنى بها". إياك والكبت "الكبت يؤدى إلى ضمور الموهبة" كما يضيف معتز شاهين -مستشار تربوى- ويقول: "لا بد من تنمية مساحة الحرية داخل الأسرة بحيث يستطيع أن يعبر عن رأيه، وشراء كتب له فى المجال الذى يظهر نبوغه فيه مع الكثير من التمرينات والتدريبات، ويمكن للوالدين أن يتحدثا بتميز ولدهما أمام الأقارب كالجد والجدة والعم والعمة وغيرهم ليبثوا فى الولد الفرحةبما يفعل وليجد التشجيع منهم". ومن أساليب التشجيع الحسنة أن يضفى أهل البيت على الابن أحد الألقابالمميزة له والتى تدل على مجال نبوغه مثل: يا مهندس أو يا كاتب أو يا شاعرأو يا مخترع، مثل الدكتور أحمد زويل الذى كان والداه يكتبان على باب حجرته "هذه حجرة الدكتور أحمدزويل"، وتقص عليه قصص الموهوبين والمميزين خاصة فى مجال موهبته مما سيحفزهويجسد له النموذج والقدوة الصالحة ليسير على دربهم.