تسير في محيط الاتحادية فتجد منهم الكثيرين يميزهم أمر واحد، هو الشاش الأبيض الذي يربط رءوسهم أو أيديهم، ترى في وجوههم الابتسامة قبل الألم، مرددين هتافات: روحنا فداء مصر والشرعية، جئنا من أجلها، والشهداء سبقونا للجنة. يحكي زيد شحاتة من القليوبية، أنه جاء من محافظته دعما لشرعية الرئيس المنتخب الذي جاء بإرادة الجماهير العريضة من الشعب المصري، إلا أنه فوجئ بعدد من البلطجية المعارضين يهجمون علينا بالمولوتوف والخرطوش وكأن بيننا وبينهم حربا. ويتساءل: "كيف يكون هذا بين أبناء البلد الواحدة، فمن حق كل منا أن يقول رأيه وأن يعبر عنها بالطريقة التي يراها مناسبة، شريطة عدم التعدي على الآخرين"، ويقول: إن الإصابات كانت بالمئات خاصة بعد منتصف الليل، فطلقات الخرطوش كانت تصيب العشرات في المرة الواحدة. ويشير إلي أنه أصيب جراء حجر كبير سقط على جبينه من قبل أحد البلطجية، الذي ضربه وتسبب في إصابته بجرح غائر عالجه ب6 غرز، موضحا أن بقاءه في الاعتصام أمر واجب، فهو جاء من أجل هذه البلاد، ولن يغادر إلا إذا تحقق ما جاء من أجله. ويضيف أحمد المصري من كفر الشيخ، أنه لا يريد إلا احترام الدستور والقانون واستقرار البلاد، مشيرا إلى أن د. محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، ومن يسير على طريقهم ونهجهم، يقودون البلاد إلى دوامة من دون أي توكيل من الشعب لهم، ولكن الشعب يدعم د. مرسي بصفته الرئيس المنتخب للبلاد. ويصف إصابته قائلا: "كنا نحمي أنفسنا من البلطجية، إلا أن الملوتوف والحجارة الشديدة التي انهالت علينا كان لي نصيب من أحدها في رأسي، مشيرا إلى أن أحدا من الذين كانوا بجواره أصيب إصابات بالغة، وتم نقله إلى المستشفى، واستشهد وسبقنا إلى الجنة. ويوضح أن مصر تستحق منا أكبر من هذا بكثير، فمن جلس في الميدان طيلة ال18 يوما خلال الثورة لخلع مبارك، يجلس عشرات الأيام من أجل الدفاع عن الشرعية التي جاء بها الشعب المصري. أما محمد جابر من بني سويف فيقول: إنه جاء ليحمي القصر الجمهوري من البلطجية الذين حاولوا تسلقه قبل يومين، مشيرا إلى أنه أصيب جراء خرطوش أصاب رأسه من أعلى، في الوقت الذي وقع أحد الواقفين بجواره شهيدا جراء رصاصة جاءته من أعلى. ويضيف مبارك أبو العطا من مدينة نصر، أن البلطجية هاجموهم بالملوتوف والخرطوش وحولوها إلى ساحة حرب، في الوقت الذي شاهدنا لأول مرة البلطجية يحملون القنابل المسلة للدموع، ونحن لا نملك إلا الله عز وجل. ويتابع: "نجحنا في ردعهم وإبعادهم عن القصر، إلا إنني أصبت بحجرين في رأسي، تسبب كل حجر في غرزتين".