وائل قنديل: المنسحبون اعترفوا بأن الدستور الجديد الأفضل فى تاريخ مصر محمد محيى الدين: نرحب بالضغط داخل التأسيسية.. لكن المبالغات مرفوضة عمرو أبو الفضل: النخب تفتعل معارك وهمية لإقصاء الإسلاميين أكد خبراء وسياسيون أن بعض النخب تتعمد افتعال معارك مصطنعة حول "التأسيسية" لتفزيع الرأى العام وتشكيل صورة ذهنية سلبية والادعاء بأننا مقدمون على كارثة سياسية. وقالوا: إن هذه النخب لا تمارس المدنية والديمقراطية التى تدعيها، وإنما تحاول فقط إقصاء الإسلاميين، موضحين أن المصلح الحقيقى ينتقد من داخل "التأسيسية" ويقدم بدائل ولا يقرر الانسحاب فى توقيت حرج من أجل تفكيك التأسيسية. وأضاف الخبراء أن المنسحبين شهدوا بأنفسهم بأن مسودة الدستور هى الأفضل فى تاريخ مصر، وأنهم شاركوا بقوة فى صناعتها، محذرين من العودة إلى المربع صفر لاعتبارات سياسية وحزبية. من جانبه قدم الكاتب الصحفى وائل قنديل- مدير تحرير جريدة الشروق- شهادته فى مقال نشره أمس بعنوان "الحزن المزيف على الشهداء والدستور" أكد فيه أن بعض المنسحبين من التأسيسية اعترفوا له بأن الدستور القادم سيكون الأفضل، مشيرا إلى أن حالة الفزع العام حول الدستور مصطنعة ومزيفة. وقال قنديل: "إن كثيرا مما تراه حولك الآن من بكائيات كربلائية على دستور مصر وشهدائها فى أسيوط مصطنع ومزيف؛ لأن المنطق يأبى أن يصدق دموع من يعتبرون مساندة الحق الفلسطينى تهمة وخيانة للوطن". وأشار إلى "... واقعة كانت أمام شهود محترمين فى مناسبة جمعت أعضاء بارزين فى تأسيسية الدستور من القوى الليبرالية، وحين سأل أحدهم عن حالة الفزع العام من الدستور القادم أجاب بقوله: إن الدستور القادم من أفضل الدساتير فى تاريخ مصر، وسيخرج على نحو محترم من حيث المواد.. وقال هنا سألته لماذا لا تخرجون على الناس لتطمئنوهم بدلا من تركهم نهبا للمعارك الكلامية الصاخبة التى تصنع مناخا مخيفا؟". وأضاف قنديل: "كان الرد أنهم يفضّلون مواصلة الضغط على الجمعية التأسيسية لكى يحصلوا منها على الأفضل من حيث المواد والصياغات، خصوصا أنه لا يزال هناك جدل داخل الجمعية بشأن بعض المواد..". وقال: "بعد انسحاب القوى المعروفة إعلاميا بالليبرالية أو المدنية أجد هذه شهادة للتاريخ لا يجب كتمانها..". ومن جهته أوضح د. محمد محيى الدين- مقرر لجنة الأمن القومى بالجمعية التأسيسية- أن الضغط داخل الجمعية التأسيسية واحترام مطالب المعترضين لا بد أن يؤخذ بجدية، مشيرا إلى أن من حق هؤلاء الضغط ما داموا يسعون إلى تحقيق مصلحة وطنية، بعيدا عن المبالغات والادعاءات. وأكد محيى الدين أن الدستور إجمالا مستواه جيد جدا، وليس ضعيفا، مشيرا إلى أن المسودة بها أبواب رائعة مثل أبواب الحقوق والحريات والهيئات المستقلة، لكن هناك مشكلات فى باب المقومات الأساسية وبعض مواد نظام الحكم تحتاج إلى التوافق عليها وصياغتها. ولفت إلى أن هناك مواد خلافية إذا تركت قد تضيع كل الجهود المبذولة، وهى مواد تحتاج إلى تهذيب ليخرج أفضل دستور لمصر ويفرح به المصريون والعالم كله، مطالبًا المنسحبين بتحديد المشاكل التى يرونها فى مواد محددة ثم يطلعون عليها الرأى العام وإبداء رأيهم فيها، مؤكدا أنهم سيعملون بالتأسيسية حتى آخر يوم لإخراج دستور محترم للغاية. متفقًا مع محيى الدين قال د.عمرو أبو الفضل- الخبير بمركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية-: إن قطاعا كبيرا داخل النخبة أصبح جزءا من المشكلة، وليس من الحل لأنهم يفتعلون معارك وهمية حول "التأسيسية" بلا مبرر وفى توقيتات حساسة وحرجة للغاية، ولا يقدمون بدائل أو مقترحات. وأضاف أبو الفضل أن هؤلاء لا يريدون مساعدة الدولة للخروج من المرحلة الانتقالية، وإنما يريدون العودة إلى المربع صفر بحل الجمعية التأسيسية وهدم المؤسسات المنتخبة بدلا من استكمال البناء. وأوضح أن التيارات والنخب التى تصف نفسها بالمدنية والديمقراطية هدفها إقصاء التيار الإسلامى من الساحة والاستحواذ على العمل السياسى، وعدم القبول بغيرهم فى السلطة، مشيرا إلى أنها لا تطبق أبسط قواعد المدنية وتمارس التمييز والإقصاء ضد الإسلاميين، مشيرًا إلى أن النضال الحقيقى يكون من داخل التأسيسية، وتساءل كيف يرفض المنسحبون فى اللحظات الأخيرة موادَّ توافقوا عليها. وحذر أبو الفضل من تفكيك "التأسيسية" ودوامة الفراغ الدستورى فى وقت تحاول فيه شبكات إعلامية ونخب سياسية تفزيع الرأى العام والإيحاء بأننا مقدمون على كارثة مؤكدا أن هؤلاء يمارسون مهاترات سياسية عشوائية، ويصطنعون أزمات واهية وشائعات لا أصل لها ويستعينون بالإعلام كمدفعية ثقيلة لدك مؤسسات الدولة.