شدد مراقبون على عدم السير وراء إعلام الانقلاب وصحيفة "اليوم السابع" الكنسية المخابراتية التي يديرها "أبو لمونة"، ذلك الإعلام الذي يتجنى على العثمانيين، فيكفي السلطان عبد الحميد فخرًا وقوفه أمام الحملات الصهيونية التي تعرض لها من أجل فلسطين، وعدم التفريط ولو في شبر واحد من أرضها. في حين قام السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بالترتيب مع الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترامب، وحليفه نتنياهو رئيس الكيان الصهيوني، لبيع فلسطين بالكامل ومعها القدسالمحتلة للصهاينة، في إطار ما تم فضحه تحت مسمى "صفقة القرن". وأكد المراقبون أن من أسباب زوال ملك العثمانيين تمسكهم بمبدئهم في الحفاظ على إسلامية فلسطين وعدم التفريط فيها، كما أن العثمانيين أدركوا أطماع الغرب وتعاونه مع اليهود في القدس. امتحان للمسلمين وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، أن اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالقدس عاصمة ل"إسرائيل"، أحدث تطورًا إيجابيًا تمثل في إعلان القدس عاصمة لفلسطين. وأضاف أردوغان- في كلمة متلفزة بمناسبة حلول عام 2018- أن "اعتراف دونالد ترامب لم يلق دعمًا من أحد سوى إسرائيل"، مشددا على أن قضية القدس تحولت إلى امتحان للمسلمين والمظلومين في تركيا وسائر بلدان العالم، مثمنًا في الوقت ذاته "موقف شعبه الداعم والصادق للقدس". وأشار إلى أن حكومة تركيا ستضاعف جهودها لأجل القضاء على البطالة، لافتا إلى أن حملة التوظيف الحكومية ستتواصل لاستيعاب عاملين جدد. وتابع "نعلم أن عام 2018، سيحمل معه تطورات جديدة سواء في الداخل أو الخارج، لذا فإننا سنستمر في تعزيز قوة بلادنا في كافة المجالات". وأردف أردوغان بقوله: "سنعمل على زيادة اللحمة بين الدولة والشعب؛ وذلك بهدف الاستعداد لمواجهة الأزمات التي ستعترضنا". عروشهم مقابل القدس من جانبه، يقول الكاتب الصحفي "أحمد الجارالله": "كل ما حصل وسيحصل قد تم شراؤه من قبل حكام العرب والخليج بدون استثناء، ومعهم رجال الدين الذين يؤيدون ويشرعنون لهم كل قراراتهم". وتابع: "الأنكى من ذلك هو أن حكام العرب قد باعوا القدس العربية بسعر بخس جدا، وهو ضمان البقاء في مناصبهم وإشادة ترامب بهم، فسلموا له القدس ودفعوا الأموال، فراحت القدس وقدسيتها، وضاعت التضحيات التي قدمتها الشعوب العربية". مضيفا: "خصوصًا الشعب الفلسطيني بسبب صفقة بيع وشراء مناصب، والجري خلف تقبيل أيادي الغرب، حتى لو كان على حساب الأرض والعرض والشعوب، فلا قدسية لأي شيء. لعيون أبو إيفانكا فيما يقول الكاتب السوداني "وائل علي": إن "ترامب حبيب الطغاة والنيوليبراليين العرب، يواصل فضح حلفائه وحشرهم في زاوية الخيانة الصريحة لأمتهم ولدينهم من جديد، باعترافه بالقدس عاصمة لليهود، في إطار ما يسمى بصفقة القرن، حيث يعطى لليهود الإسرائيليين مدينة القدس بكل ما فيها من مقدسات مقابل إعطاء الفلسطينيين دولة فلسطينية عاصمتها أبو ديس، بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مصادر أمريكية ذات مصداقية عالية". متابعا: "قرار ترامب وما نقل عن التنازلات العربية لا يمكن اعتبارها صفقة للقرن، بل هي فضيحة القرن الكبرى، التي لا تماثل سوى ما نقله لنا التراث العربي عن قصة أبي غبشان سليم بن عمرو الخزاعي سيد قومه، الذي باع مكة ب"زق من الخمر" لقصي بن كلاب، وهما في جلسة خمر بشهادة شهود، فلما استيقظ حاول التراجع فلم يقدر، فقد تم البيع ولم يعد بإمكانه الرجوع عنها بأي شكل". مشددا: "لقد كانت مواقف حكومات دول إسلامية مثل ماليزياوتركيا والسنغال أقوى كثيرا من مواقف بعض الحكومات العربية التي تعتبر نفسها قائدة للجامعة العربية بادعاء المكانة التاريخية أو الدينية أو المالية التي لديها. نحن لا نطالب هذه الدول بتحريك جيوشها لنصرة القدس لأننا نعلم أنها أعجز من ذلك، ولكن نقول لها اسحبي مبادرات السلام والتطبيع مع إسرائيل، وأوقفي مد إدارة ترامب بالمليارات، وعندها أؤكد أن أبو إيفانكا سيأتي لكم خاضعا يطلب السماح".