عززت قطعان أمن الانقلاب طوال الأيام القليلة الماضية وجودها في المناطق الحيوية بالقاهرة، ومنعت الشارع من التظاهر ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالمحتلة، وبات اعتقال النشطاء أمرًا لا يراجع فيه العالم السفيه قائد الانقلاب، حتى ولو وصل الاعتقال إلى "الخرم"! شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تضامنًا كبيرًا مع الناشط إسلام رفاعي الشهير ب"خرم"، بعد الإعلان عن العثور عليه في محكمة أمن الدولة العليا، بعد اختفائه عدة أيام، فيما يرى مراقبون أن جنرالات الانقلاب باتوا في رعب حتى ولو دبت نملة على الأرض. و"رفاعي" معروف بحساب "صاحب نظرية الخرم"، ويشتهر بأنه "ملحد"، وحسابه يمتلئ بمحتوى إباحي ساخر، ما جعل ناشطين يسخرون من سلطات الانقلاب التي ألقت القبض عليه والتهمة الموجهة له. وتعليقا على موقف نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من تظاهرات القدس، قال أستاذ العلوم السياسية أحمد رشدي: إن النظام يخشى من المظاهرات بشكل عام، أيا كانت أهدافها، حتى ولو كانت لدعم القضية الفلسطينية، خوفا من أن تتحول هذه المظاهرات إلى احتجاجات ضد السيسي نفسه. رعب من التظاهر ومن "الخرم" إلى بيع القدس للصهيونية انتشرت قطعان أمن الانقلاب بكثافة في ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة وأمام السفارة الأمريكية، وأغلقت كافة الشوارع المؤدية إليها، وقامت شرطة الانقلاب بتفتيش المارة، ومنعت أي تجمعات احتجاجية في هذه المناطق الحيوية تضامنا مع قضية القدس. وأمام الجامع الأزهر ونقابة الصحفيين، واللذان شهدا مظاهرات احتجاجية، تدخلت قطعان أمن الانقلاب بعد فترة قصيرة من بدء المظاهرات، وأجبرت المحتجين على إنهاء وقفتهم، كما اعتقلت عددا منهم. وعلق صاحب حساب "حمدي" قائلاً: "القبض على أكثر شخص هلاس على النت وتحويله أمن دولة واتهامه بالإرهاب حاجة محبطة ومرعبة ودليل إن مفيش حد آمن، عيب والله". قمع وتعذيب وقال المحامي خالد المصري إن "رفاعي" متهم في القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا، وسبق لأُسر عدد من المتهمين في القضية رقم 977 لسنة 2017 الشكوى من تعرض ذويهم لانتهاكات أثناء توقيفهم أو بعد إيداعهم في سجن «العقرب» شديد الحراسة بمنطقة سجون طره. كما سبق أن تعرض أحد المتهمين في القضية نفسها لاختفاء قسري لمدة 27 يومًا منذ القبض عليه، في 25 سبتمبر الماضي، ليتبيّن وجوده ضمن قائمة المتهمين بالقضية. وعلى الرغم من حملة الاعتقالات التي شنتها سلطة الانقلاب في صفوف النشطاء والصحفيين والشباب الذين خرجوا للتظاهر تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن الجامعات ومناطق أخرى ما تزال ممتلئة بالمتظاهرين، ما يثير تساؤلات: "هل يعيد الحراك من أجل القدس الروح من جديد للشارع المصري بعد سنوات القمع والإسكات؟".