لم يشفع الغضب الشعبي من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، لهؤلاء الذين تظاهروا احتجاجًا، إذ طالت الاعتقالات العديد منهم، ما أثار ردود فعل غاضبة. وألقت قوات الأمن القبض على 5 من المتظاهرين أمام نقابة الصحفيين، ومن بينهم الزميلان حسام السويفى، وأحمد عبدالعزيز، وصدر قرار من النيابة بحبسهما 15يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة التظاهر دون الحصول على ترخيص، وترويج أفكار تحض على كراهية النظام، والانضمام لجماعة أسست خلافًا لأحكام القانون والدستور الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة، ومنعها من ممارسة عملها، وتكوين خلية إعلامية موالية لجماعة محظورة. واستنكر الصحفي هشام فؤاد, الناشط بحركة "الاشتراكيين الثوريين", القبض على مشاركين في مظاهرات التضامن مع القدس, خاصة أن التظاهرات سلمية واتجهت إلى الحصول على تصاريح أمنية من قِبل وزارة الداخلية لتنظيم هذه المظاهرات. وأضاف فؤاد ل"المصريون": "التظاهرات كلها كانت في اتجاه دعم الفلسطينيين, ولم تكن ضد النظام السياسي بأي حال من الأحوال, ومن ثم فإن هذه السلوكيات تشير بطبيعة الأمر إلى إمكانية قبول النظام المصري بالقرار الأمريكي, بدليل رفضه إقامة مظاهرات مناهضة له, على عكس دول عربية وقف المسئولون فيها إلى جانب شعوبهم في رفضهم التام والقاطع لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, والتأكيد على أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية". مجدي حمدان، نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية" قال إن "النظام لم ينفذ وعدًا واحدًا من كل الوعود التي قطعها على نفسها منذ مجيئه؛ لذا هو يقوم بقمع كل التظاهرات خوفًا من أن تطوله، أو لا يستطيع السيطرة عليها". وأضاف "المصريون": "السلطة تقوم بالقبض على بعض المتظاهرين؛ لبث الخوف والرعب في قلوب المتظاهرين، لا سيما أن التظاهرات الحالية قامت من أجل القدس وليس لأمر آخر". وأشار إلى أن "كل العواصم العربية والدولية سمحت لمواطنيها بالتظاهر، وبعضهم حثهم على هذا، إلا في مصر، تقمع الشرطة المتظاهرين، وتقوم بإلقاء القبض، مؤكدًا أن هذا لا يفهم منه سوى الرعب الذي يملأ قلب السلطة". واعتبر أن "مثل هذه الوقفات والتظاهرات تبعث برسالة للخارج بأن الشعوب شأنها شأن حكوماتها ترفض القرار وتدينه"، متابعًا: "في مصر الوضع يشير إلى غير ذلك، فالأمر يؤكد أن الشعب في واد والحكومة في واد آخر".