اكتفت سلطات الانقلاب بعد إهدار أرواح 310 شهداء في مذبحة الساجدين بمسجد قرية الروضة ببئر العبد، شمال سيناء، بإعادة تجهيز المسجد وإصلاح بعض الأشياء البسيطة فيه، وإعادة فرشه من جديد، تمهيدا لاستقبال محافظ شمال سيناء ووزير الأوقاف مختار جمعة وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والمفتي شوقي علام، وعدد من نواب برلمان العسكر لتقديم العزاء في أسر الضحايا الذين تركتهم سلطات الانقلاب وتخلت عنهم ورفضت إنقاذهم رغم اقتراب الجيش من موقع الحدث. وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورًا للتجيهزات النهائية فى مسجد الروضة بمركز بئر العبد فى محافظة شمال سيناء، استعدادًا لاستقبال زواره اليوم لتأدية صلاة الجمعة فى ساحته، بعد أسبوع من العملية الإرهابية التى تعرض لها المصلون، وأسفرت عن استشهاد هذا العدد غير المسبوق. وشهدت منطقة بئر العبد، اليوم الجمعة، حالة من الاستنفار الأمنى، فى ظل إعلان شخصيات عامة ورموز القبائل السيناوية التوجه لمسجد الروضة لأداء صلاة الجمعة، فى ذكرى مرور أسبوع على حادث الروضة الإرهابى، ليس إلا للمسئولين الذين ذهبوا لالتقاط الصور وتعزية أهالي الضحايا. وكان إرهابيون يقدر عددهم ما بين 25 إلى 30 شخصًا يحملون علم داعش، استهدفوا مسجد "آل جرير" فى منطقة الروضة بمنطقة بئر العبد بالعريش، وفتحوا الرصاص على المصلين، ما أسفر عن سقوط 305 شهداء بينهم 28 طفلاً و130 مسنًا، وإصابة 128 آخرين. العسكر يرفض إنقاذ الأهالي وأكد شهود عيان من داخل سيناء ومن بين الأهالي أن سلطات العسكر التي تتاجر بالضحايا هي نفسها التي رفضت إنقاذ المستغيثين منهم، وتركت الأهالي في مواجهة الرصاص والتفجيرات والحرق طوال ساعتين كاملين، رغم اقتراب كتائب الجيش من موقع الحدث. وكان المهاجمون يستقلون 3 عربات، اثنتان منها دفع رباعي، وتوقفوا أمام مسجد زاوية آل جرير بقرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد شمال سيناء، حيث قاموا بفتح النار بشكل مباشر على كل المصلين المتواجدين بالمسجد عقب صعود الإمام للمنبر وبداية الخطبة. وقال شهود العيان إنه بعد إطلاق النار حدثت حالة من الهرج داخل المسجد وقام عدد من الشباب بالقفز من النوافذ واستطاعوا الإفلات من إطلاق النار، وبعد ذلك خرج المسلحون من المسجد وأحرقوا السيارات المتواجدة أمامه ونصبوا كميناً لعدة دقائق على الطريق الدولي لقنطرة العريش. ويرى سعيد صادق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الحادث الإرهابي الإجرامي الذي وقع اليوم في مدينة بئر العبد بالعريش ما هو إلا مجموعة من الرسائل القوية والخطيرة التي توجهها هذه الجماعات لعدة جهات، أهمها إعلان فشل كافة الأجهزة الأمنية في مهمتها الأساسية، حيث أن مساحة لا تتعدى 1% من مصر لا تستطيع إحكام قبضتها عليها كل هذه السنوات. وشدد صادق على أن استهداف المسجد وهو أحد المقدسات الإسلامية يحمل رسالة ترهيب للقبائل السيناوية، مفادها أن جرائم هذه الجماعات ليس لها سقف ولا تعترف بحرمة لإنسان أو مكان. وأضاف أشرف أيوب المتحدث باسم اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء، إن أغلب الضحايا ليسوا من أبناء سيناء، وتقريباً القرية بأكملها من رجال ونساء وأطفال يتراوح عددهم ما بين 600 إلى 800 نسمة، والمسجد المستهدف تبلغ سعته 1500 شخص من الداخل، غير المصلين في الخارج. وأوضح أن معظم الضحايا من عمال محاجر الملح، حيث تقع قرية الروضة ومسجدها في منطقة محاجر الملح المنتشرة في محيط بحيرة البردويل بمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وكذلك المسجد يقع على الطريق الدولي بتلك المنطقة، ومن المعتاد أن يكون نقطة تجمع سيارات النقل بتلك المنطقة، والضحايا من محافظات وادي النيل، مثل القليوبية والشرقية، مشيرا الي أن من قتل من أبناء قرية الروضة تقريباً 20 شخصاً، والباقي من خارجها. ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه يجب أن نلاحظ عدم صدور بيان من أي جهة تتبنى هذه الجريمة حتى تلك اللحظة، وهذا يعني أن الجريمة من البشاعة من حيث أن أحداً لم يتبناها، وهذا يؤشر لغموض حول من يقف خلف تلك العملية، خصوصاً أن هذا النوع من الجرائم بعيد عن المجتمع المصري وليس هناك فتنة طائفية مسلمة مسلمة.